كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

(٨١٤) الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر قال: حدّثنا بقيّةُ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سالم وأبو بكر بن الوليد الزُّبيدي عن محمّد بن الوليد الزُّبيدي عن لقمان بن عامر الوَصّابي عن عبد الأعلي بن عديّ البهرانيّ عن ثوبان مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
عن رسول اللَّه قال: "عصابتان من أُمّتي أحْرَزَهم اللَّه عزّ وجلّ من النّار. عصابة تَغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى بن مريم عليه السلام" (١).
(٨١٥) الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النضر قال: حدّثنا المبارك قال: حدّثنا مرزوق أبو عبد اللَّه الحمصي قال: حدّثنا أبو أسماء الرَّحَبي عن ثوبان قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يوشِك أن تَداعى عليكم الأممُ من كلّ أفق كما تداعى الأكَلَةُ على قَصْعَتها" قلنا: يا رسول الَله، أمِنْ قلّةٍ بنا يومئذ؟ قال (٢): "تُنْتَزَعُ المهابةُ من قلوب عدوّكم ويُجعل في قلوبكم الوَهْن". قلنا: وما الوَهْن؟ قال: "حُبُّ الحياة، وكراهيةُ الموت" (٣).
(٨١٦) الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثني زيد بن سلّام أن جدّه حدّثه أن أبا أسماء الرَّحَبي حدّثه أن ثوبان مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حدّثه:
أن ابنةَ هُبيرة دخلت على رسول اللَّه وفي يدها خواتيمُ من ذهب يقال لها الفَتْخ، فجعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقْرعُ على يَدها بعُصَيّة ويقول لها: "أيسرُّك أن يجعلَ اللَّه في يدك خواتيم من نار؟ " فأتَتْ فاطمة فشكَتْ إليها ما صنع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: فانطلقتُ أنا مع
---------------
(١) المسند ٥/ ٢٧٨. وسنن النسائي من طريق أبي بكر الزبيدي عن أخيه محمّد. وصحّحه الشيخ ناصر في الصحيحة ٤/ ٥٧٠ (١٩٣٤) قال: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات، غير أبي بكر الزبيدي، فهو مجهول الحال، ولكنه مقرون مع عبد اللَّه بن سالم الأشعري، وهو ثقة، من رجال البخاريّ. وبقية صرّح بالتحديث.
(٢) في المسند: "قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع. . . ".
(٣) المسند ٥/ ٢٧٨. وأبو داود ١/ ١١٤ (٤٢٩٧) عن أبي عبد السلام عن ثوبان. قال الشيخ ناصر في الصحيحة ٢/ ٦٤٧ (٩٥٨) عن حديث الإمام أحمد بعد أن ذكر حديث أبي داود: وهذا سند جيّد رجاله ثقات، والمبارك -ابن فضالة- إنما يُخشى منه التدليس، أما وقد صرّح بالتحديث فلا ضير عليه. فالحديث بمجموع الطريقين صحيح عندي، واللَّه أعلم.

الصفحة 400