كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقام خلف الباب، وكان إذا استأذنَ قام خلفَ الباب، قال: فقالت لها فاطمة: انظري إلى هذه السلسلة التي أهداها إليّ أبو حسن. قال: وفي يدها سلسلة من ذهب، فدخل النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "يا فاطمة، بالعدل أن يقول النّاس: فاطمة بنت محمّد في يدك سلسلة من نار! " ثم عَذَمها عَذْمًا شديدًا، ثم خرج ولم يقعد. فأمرت بالسلسلة فبِيعت، فاشترَت بثمنها عبدًا فأعتقته. فلمّا سمع بذلك النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كبّر وقال: "الحمدُ للَّه الذي نجّى فاطمة من النّار" (١).
معنى عَذَمها: أخذها بلسانه.
والحديث محمول على أنّه كان قبل إباحة الحلي للنساء (٢).
والفَتْح: خواتيم لا فصوص لها، كنّ النساء يلبسنها في أصابع الرجل.
(٨١٧) الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: قال أبو بكر عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان قال:
لعن رسول اللَّه الراشيَ والمرتَشي والرائش. يعني الذي يمشي بينهما (٣).
(٨١٨) الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن بكر قال: حدّثنا ميمون أبو محمّد المَرَئيّ قال: حدّثنا محمّد بن عبّاد المخزوميّ عن ثوبان:
عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من سرَّه النَّساءُ في الأَجَل، والزيادة في الرّزق، فليَصِلْ رَحِمَه" (٤).
---------------
(١) المسند ٥/ ٢٧٨. والنسائي ٨/ ١٥٨ من طريق يحيى. قال الألباني: مسند موصول صحيح - الصحيحة ١/ ٧٧١ (٤١١). وينظر شرح مشكل الآثار ١٢/ ٣٠١ (٤٨١٢) وتخريج المحقّق.
(٢) ينظر شرح المشكل ١٢/ ٢٩٩، ٣٠٢.
(٣) المسند ٥/ ٢٧٩. وفي بعض المصادر زيادة أبي إدريس بين أبي زرعة وثوبان. وهو في شرح مشكل الآثار ١٤/ ٣٣١ (٥٦٥٥) من طريق ليث، وفي المعجم الكبير ٢/ ٩٤ (١٤١٥) مثله، وساقه الحاكم ٤/ ١٠٣ شاهدًا على أحاديث صحّحها. قال الهيثمي ٤/ ٢٠١: وفيه أبو الخطاب وهو مجهول. وقال ابن حجر في التلخيص ٤/ ١٥٦٥. في إسناده ليث من أبي سليم. وضعّف محقّق المشكل إسناده، وبعده فيه أحاديث تقوّيه، وكذا في إتحاف المهرة ٧/ ١٨٥، ١٨٦ (٦٧١٤ - ٦٧١٩).
(٤) المسند ٥/ ٢٧٩. وفي إسناده ميمون المَرئي، وثّقه ابن حبّان. وقيل: صدوق مدلّس. الميزان ٤/ ٢٣٦، والتهذيب ٧/ ٢٩٦، والتقريب ٢/ ٦١٦. وللحديث شواهد في الصحيحين: عن أنس للشيخين، وعن أبيّ للبخاري - ينظر الجمع ٢/ ٤٨٢ (١٨٤٧)، ٣/ ٢٤٥ (٢٥٢٧).

الصفحة 401