كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

رسول اللَّه، إنّما قالها مخافة السّلاح والقتل. قال: "ألا شَقَقْتَ عن قلبه حتى تعلمَ من أجل ذلك أم لا! من لك بـ لا إله إلّا اللَّه يومَ القيامة؟ " فما زال يقول ذلك حتى وَدِدْتُ أنّي لم أسلم إلّا يومئذٍ (١).
الطريقان في الصحيحين.
والحُرَقة: اسم قبيلة من جُهينة، وجمعها الحُرقات (٢).
(٥٧) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد:
أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أشرفَ على أُطُم من آطام (٣) المدينة فقال: "هل تَرَون ما أرى؟ إنّي لأرى مواقعَ الفِتَنِ خلالَ بيوتِكم كمواقع القَطر".
أخرجاه (٤).
(٥٨) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ قال: حدّثنا ثابت بن قيس أبو غُصن قال: حدّثني أبو سعيد المَقْبُري قال: حدّثني أُسامة بن زيد قال:
كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصوم الأيّام يَسْرُدُ حتى يقال: لا يُفطر، ويُفطر الأيام حتى لا يكاد يصومُ إلّا يومين من الجمعة إن كانا في صيامه، وإلّا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان. فقلتُ: يا رسول اللَّه، إنّك تصومُ لا تكاد تُفطر، وتُفطر حتى لا تكاد تصوم إلّا يومين إنْ دخلا في صيامك وإلّا صمتَهما. قال: "أيّ يومين؟ " قلت: يوم الإثنين، ويوم الخميس. قال: "ذانك يومان تُعرضُ فيهما الأعمال على ربّ العالمين، فأُحِبُّ أن يُعْرَضَ عملي وأنا صائم". قال: قلت: ولم أرَك تصوم من شهر من الشّهور ما
---------------
(١) المسند ٥/ ٢٠٧، ومسلم ١/ ٩٦ (٩٦) من طريق الأعمش، ويعلى بن عبيد، شيخ أحمد، ثقة، روى له الجماعة.
(٢) بضم الراء وفتحها مع ضم الحاء.
(٣) أشرف: علا وأطل. والأطم: الحصن، وجمعه آطام.
(٤) المسند ٥/ ٢٠٠، والبخاريّ ٤/ ٩٢ (١٨٧٨)، ومسلم ٤/ ٢٢١١ (٢٨٨٥).

الصفحة 44