كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

تصوم من شعبان. قال: "ذاك شهر يَغْفُلُ النّاسُ عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربّ العالمين عزَّ وجلَّ، فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم" (١).
(٥٩) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريج قال: قُلتُ لعطاء: سمعْتَ ابنَ عبّاس يقول: إنما أُمِرْتُم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله؟ قال: لم يكن ينهى عن دخوله، ولكنّي سمعته يقول: أخبرني أسامةُ بن زيد:
أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لما دخل البيتَ دعا في نواحيه كلِّها، ولم يُصَلِّ فيه حتى خرج، فلمّا خرج ركع ركعتين في قُبُل الكعبة وقال: "هذه القبلة".
أخرجاه (٢).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عُمارة عن أبي الشعثاء قال:
خَرَجْتُ حاجًّا، فجئتُ حتى دخلتُ البيتَ، فلما كنتُ بين السّاريتين مضيتُ حتى لَزِقْتُ بالحائط، فجاء ابن عمر فصلّى إلى جنبي فصلّى أربعًا، فلمّا صلّى قلت له: أين صلّى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من البيت؟ قال: أخبرني أسامة بن زيد أنّه صلّى ها هنا، فقلت: كم صلّى؟ قال: على هذا أجِدُني ألومُ نفسي، إنّي مكثْتُ معه عُمُرًا لم أسأله: كم صلّى. ثم حَجَجْت من العام المقبل فجئْتُ حتى قمت مقامه، فجاء ابن الزُّبير حتى قام إلى جنبي،
---------------
(١) المسند ٥/ ٢٠١. وعبد الرحمن وأبو سعيد من رجال الشيخين. أما أبو غصن فروى له أبو داود والنسائي والبخاريّ في "رفع اليدين"، ووثّقه أحمد. تهذيب الكمال ١/ ٤٠٩. وقد أخرجه النسائي من هذه الطريق ومن غيرها ٤/ ٢٠١, ٢٠٢. وصحّحه الألباني. وصحّح ابن خزيمة ٣/ ٩٩ (٢١١٩) من طريق شرحبيل بن سعد عن أسامة: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصوم الإثنين والخميس، ويقول: "إن هذين اليومين تُعرض فيهما الأعمال. . . ".
(٢) المسند ٥/ ٢٠١، ومسلم ٢/ ٩٦٨ (١٣٣٠) من طريق ابن جُرّيج، وفي البخاريّ ١/ ٥٠١ (٣٩٨) حدّثنا إسحق بن نصر قال: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُرّيج عن عطاء قال: سمعْت ابن عبّاس قال: لما دخل. . . ولم يذكر فيه أسامة, وينظر الجمع ٣/ ٣٣٦، والفتح ١/ ٥٠١.

الصفحة 45