كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

الصبيَّ وَنَفْسُه تَقَعْقَع، قال: فَدَمَعَتْ عيناه، فقال سعد: يا رسولَ اللَّه، ما هذا؟ قال: "هذه رحمةٌ جعلَها اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتعالى- في قلوب عباده، وإنّما يرحمُ اللَّهُ من عباده الرحماءَ".
أخرجاه (١).
(٧٧) الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهريّ عن عامر بن سعد عن أبي وقّاص عن أُسامة بن زيد قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ هذا الوباءَ رِجزٌ أهلكَ اللَّهُ به الأممَ قبلكم، وقد بقي منه في الأرض شيء يجيءُ أحيانًا ويذهب أحيانًا، فإذا وقع بأرضٍ فلا تخرجوا منها، وإذا سَمِعْتُم به في أرضٍ فلا تأتوها".
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن بشر قال: حدّثنا محمّد بن عمرو عن محمّد بن المنكدر عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أُسامة بن زيد قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا سَمِعْتُمْ بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرضٍ فلا تخرجوا فِرارًا منه".
الطّريقان في الصحيحين (٢).
(٧٨) الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم قال: أخبرنا عبد الملك قال: حدّثنا عطاء قال: قال أسامة:
كنتُ رديفَ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعرفات، فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقتُه فسَقَطَ خِطامُها، فتناول الخِطامَ بإحدى يديه وهو رافع اليدَ الأُخرى (٣).
---------------
(١) المسند ٥/ ٢٠٥. وهو في البخاريّ ٣/ ١٥١ (١٢٨٤)، ومسلم ٢/ ٦٣٥ (٩٢٣) كلاهما من طريق عاصم الأحول به، وما فوق عاصم عن أحمد ثقات. وينظر الاختلاف في أسماء من كان مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الفتح ٣/ ١٥٧.
(٢) المسند ٥/ ٢٠٧، ٢٠٨. وروى في المسند في مواضع: ٢٠٠، ٢٠٢، ٢٠٦، ٢٠٩، ٢١٠. وهو في البخاريّ ٦/ ٩٣ (٣٤٧٣)، ١٠/ ١٧٨ (٥٧٢٨)، ١٢/ ٣٤٤ (٦٩٧٤)، ومسلم ٤/ ١٧٣٩، ١٧٤٠ (٢٢١٨) بروايات وطرق.
(٣) المسند ٥/ ٢٠٩ والنسائي ٥/ ٢٥٤، وصحّحه ابن خزيمة ٤/ ٢٥٨ (٢٨٢٤)، واختاره الضياء ٤/ ١٢٣، ١٢٤ (١٣٣٤، ١٣٣٥)، وقال الألباني: إسناده صحيح.

الصفحة 54