كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

(٨) مسند أسامة بن شريك الثَّعلبي العامريّ (١)
(٨١) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال:
أتيت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابُه عندَه كأنّما على رؤوسهم الطيرُ، قال: فسلَّمتُ عليه وقَعَدْتُ، فجاءتِ الأعرابُ فسألوه فقالوا: يا رسول اللَّه، نتداوى؟ قال: "نعم، تَداوَوا، فإنّ اللَّه عزّ وجلّ لم يضع داءً إلا وَضَعَ له دواءً، غير داءٍ واحدٍ: الهَرَم". قال: فكان أُسامة بن شريك حين كَبِرَ يقول: ترَون لي من دواءٍ الآن!
قال: وسألوه عن أشياء: علينا حَرَجٌ في كذا وكذا؟ قال: "عبادَ اللَّه، وضعَ اللَّهُ الحَرَجَ إلا امرأً أقرَضَ امرأً مسلمًا ظلمًا، فذلك حَرِجَ وَهَلَكَ".
قالوا: ما خيرُ ما أُعطي الناسُ يا رسول اللَّه؟ قال: "خُلُقٌ حسن" (٢).
* * * *
---------------
(١) ينظر طبقات ٦/ ١٠٣، ومعرفة الصحابة ١/ ٢٢٥، والاستيعاب ١/ ٣٦، والتهذيب ١/ ١٧٠، والإصابة ١/ ٤٦. وفي التلقيح ٣٧٠ أنه من أصحاب الثمانية، ونقل عن البرقي أن له أربعة.
(٢) المسند ٤/ ٢٧٨. ومن طريق زياد في الأدب المفرد ١/ ١٥٠ (٢٩١)، والترمذي ٤/ ٣٣٥ (٢٠٣٨) وقال: حسن صحيح، وأبي داود ٢/ ٢١١ (٢٠١٥)، وابن ماجة ٢/ ١١٣٧ (٣٤٣٦)، وفي الزوائد: إسناده حسن روجاله ثقات، وصحّح الحديث ابن خزيمة ٤/ ٣١٠ (٣٢٩٥)، وابن حبّان ١٣/ ٤٢٦ (٦٠٦١). وأخرجه الحاكم ١/ ١٢١، ٤/ ١٩٨، ٣٩٩، وذكر أن العلّة في عدم إخراج الشيخين له أن الحديث لم يروه عن أسامة غبر زياد، وذكر أنه رواه عنه عدد من الثقات، وأشار إلى أحاديث رواها البخاري ومسلم ليس لها إلّا راوٍ واحد، ووافقه الذهبي.

الصفحة 56