كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

مَنْكِبَيّ، إذا جاء أبو رافع مولى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا سعدُ، ابتع مني بيتيّ في دارك، فقال سعد: واللَّه ما أبتاعهما. فقال المِسور: واللَّه لتبتاعنَّهما، فقال أسعد: واللَّه لا أزيدك على أربعة آلاف مُنَجَّمة -أو مُقَطَّعة، فقال أبو رافع: لقد أُعطيتُ بهما خمسمائة دينار، ولولا أنّي سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "الجارُ أحقُّ بصَقَبه" ما أعطيتُكها بأربعة آلاف وأن أُعطَى بها خمسمائة دينار. فأعطاها إيّاه.
انفرد بإخراجه البخاريّ (١).
والصَّقَب: الملاصقة.
(٩٠) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا خلف بن الوليد قال: حدّثنا أبو جعفر الرّازي عن شُرَحْبيل عن أبي رافع مولى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:
أُهْديَتْ له شاة فجعلها في القدر، فدخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "ما هذا يا أبا رافع؟ " فقال: شَاة أُهْدِيَت لنا يا رسول اللَّه، فطبخْتُها في القدر. فقال: "ناولْني الذّراع يا أبا رافع". فناولْتُه الذّراع، ثم قال: "ناوِلْني الذّراع الآخر" فناولْته الذّراع الآخر، ثم قال: "ناوِلْني الذّراعَ الآخر" فقال: يا رسول اللَّه، إنّما للشاة ذراعان. فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أما إنّك لو سكتَّ لناولْتَني ذِراعًا فذراعًا ما سكتَّ". ثم دعا بماء فمضمض فاه وغسلَ أطراف أصابعه، ثم قام فصلّى، ثم عاد إليهم فوجد عندهم لحمًا باردًا فأكل، ثم دخل المسجد فصلّى، ولم يمسّ ماء (٢).
* طريق آخر يدلّ على ترك الوضوء:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن الحجّاج قال أخبرنا حاتم بن إسماعيل عن محمّد ابن عجلان عن عبّاد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبي غَطَفان عن أبي رافع قال:
---------------
(١) البخاريّ ٤/ ٤٣٧ (٢٢٥٨). وفي المسند ٦/ ٣٩٠ من طريق إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد المرفوع منه فقط "الجارُ أحقّ بصَقَبه أو بسقَبه".
(٢) المسند ٦/ ٣٩٢. وإسناده حسن. خلف، وثّقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم. التعجيل ١١٧. وأبو جعفر صالح الحديث روى له أصحاب السنن. التهذيب ٨/ ٢٧٧. وشرحبيل روى له أبو داود وابن ماجة، ووثّقه ابن حبّان، وضعّفه بعض العلماء. التهذيب ٣/ ٣٧٣ وقال في المجمع ٨/ ٣١٤: أحد إسنادي أحمد حسن. وهو في الكبير ١/ ٣٠٣ - ٣٠٥ (٩٦٤ - ٩٧٠). ورواه ابن حبّان عن أبي هريرة ١٤/ ٤٠٣ (٦٤٨٤) وذكر المحقّق شواهد له.

الصفحة 62