كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

ذبحْنا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شاةً، فأمَرَنا فعالجْنا له شيئًا من بطنها، فأكل ثم قام فصلّى. ولم يتوضّأ.
انفرد بإخراج مسلم (١).
(٩١) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الجبّار بن محمّد الخطّابي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن وهب عن عمرو بن الحارث أن بكير بن عبد اللَّه حدّثه عن الحسن بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن جدِّه أبي رافع قال:
بعثَتْني قريش إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فلمّا رأيت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وقع في قلبي الإسلامُ، فقلتُ: يا رسول اللَّه، لا أرجعُ إليهم، فقال: "إنّي لا أخِيسُ بالعهد، ولا أَحْبسُ البُرُد. ارجع إليهم، فإن كان في قلبك الذي فيه الآنَ فارجعْ" (٢).
قال بُكير: وأخبرَني الحسنُ أن أبا رافع كان قبطيًّا (٣).
ومعنى قوله: "لا أخيسُ بالعهد" أي: لا أنقضه.
والبُرُد: الرُّسُل.
(٩٢) الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمّد قال: حدّثنا الفُضَيل بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن أبي يحيى عن أبي أسماء مولى بني جعفر عن أبي رافع:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعليّ بن أبي طالب: "سيكونُ بينك وبين عائشة أمر". قال: أنا يا رسول اللَّه! قال: "نعم" قال: أنا! قال: "نعم". قال: فأنا أشقاهم يا رسول اللَّه. قال: "لا، ولكن إذا كان ذلك فاردُدْها إلى مأمَنِها" (٤).
---------------
(١) المسند ٦/ ٨. وأخرجه مسلم من طريق عبد اللَّه -وهو عبّاد- بن عُبيد اللَّه بن أبي رافع ١/ ٢٧٤ (٣٥٧). وسائر رجال الإسناد ثقات.
(٢) وفي المصادر -غير المسند- أنّه رجع بعد ذلك وأسلم.
(٣) المسند ٦/ ٨. والحديث من طرق عن ابن وهب في سنن أبي داود ٣/ ٨٢ (٢٧٥٨)، والمعجم الكبير ٣/ ٣٠٣ (٩٦٣)، والمستدرك ٣/ ٥٩٨، وصحيح ابن حبّان ١١/ ٢٣٣ (٤٨٧٧). وصحّح محقّق ابن حبّان إسناده. وجعله الألباني في صحيح سنن أبي داود. وشيخ أحمدَ عبدُ الجبار، وثّقه ابن حبّان.
(٤) المسند ٦/ ٣٩٣، والمعجم الكبير ١/ ٣١٤ (٩٩٥) وشرح المشكل ١٤/ ٢٦٧ (٥٦١٣)، وضعّف المحقّق إسناده. ونسبه البوصيري في الإتحاف ١٠/ ١٣٨ (٩٧٣٣) لأحمد وأبي يعلى. قال ابن كثير في الجامع ١٤/ ٣٠ (١١٦١٠): تفرّد به. قال الهيثمي ٧/ ٢٣٧: رجاله ثقات.

الصفحة 63