كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 1)

أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعثَ رجلًا من بني مخزوم على الصدقة، فقال: ألا تَصْحَبُني تُصِبْ. قال: "لا يَحِلّ لنا الصدقةُ، وإنّ مولى القوم من أنفسهم".
قال الترمذي: هذا حديث صحيح (١).
(٩٦) الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا ابن جُرَيج قال: أخبرني العبّاس بن خِداش عن الفضل بن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبي رافع:
أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يا أبا رافع، اقْتُلْ كلَّ كلب بالمدينة"، قال: فوجدْتُ نسوة من الأنصار بالصَّورين من البقيع لهنّ كلبٌ، فقلن: يا أبا رافع، إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أغزَى رجالَنا، وإنّ هذا الكلبَ يمنعُنا بعدَ اللَّه. واللَّه ما يستطيعُ أحدٌ أن يأتيَنا حتى تقومَ امرأةٌ منّا فتحولَ بيننا وبينه، فاذكُرْ للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. فذكر أبو رافع ذلك للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "يا أبا رافع، اقْتُلْه، فإنّما يَمْنَعُهُن اللَّهُ عزّ وجلّ" (٢).
الصَّور: جماعة النخل.
(٩٧) الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر وحسين بن محمّد قالا: حدّثنا شَريك عن عاصم بن عُبيد اللَّه عن علي بن حسين عن أبي رافع:
عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: كان إذا سمع المؤذّن قال مثلَ ما يقول، حتى إذا بلغ: حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قال: "لا حولَ ولا قوّة إلَّا باللَّه" (٣).
(٩٨) الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى وعبد الرحمن عن سفيان عن عاصم بن عُبيد اللَّه عن عُبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه قال:
---------------
(١) المسند ٦/ ٣٩٠ ومن طريق يحيى وغيره عن شعبة في أبي داود ٢/ ١٢٣ (١٦٥٠)، والترمذي ٣/ ٤٦ (٦٥٧) وصححه. والنسائي ٥/ ١٠٧، والمعجم الكبير ١/ ٢٩٤ (٩٣٢). وصحّحه ابن خزيمة ٤/ ٥٧ (٢٣٤٤)، والحاكم والذهبي ١/ ٤٠٤، وابن حبّان ٨/ ٨٨ (٣٢٩٣) ومحققّه والألباني.
(٢) المسند ٦/ ٩. قال ابن كثير في الجامع ١٤/ ٢٧ (١١٦٠٣): تفرّد به. وقال الهيثمي ٤/ ٤٥: رراه أحمد والبزار، وأسانيد رجال بعضها رجال الصحيح.
(٣) المسند ٦/ ٩، ومن طريق شريك في عمل اليوم والليلة ٣٢ (٤١)، والمعجم الكبير ١/ ٢٩١ (٩٢٤). قال الهيثمي في المجمع ١/ ٣٣٦: فيه عاصم بن عُبيد اللَّه، وهو ضعيف، إلا أنّ مالكًا روى عنه. والعلماء يميلون إلى تضعيف عاصم. ينظر التهذيب ٤/ ١١. ولكن للحديث شاهدًا صحيحًا عن عمر، رواه مسلم ١/ ٢٨٩ (٣٨٥).

الصفحة 65