راجعةُ النّاس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مُكَتّفِين عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).
(١٠٤٤) الحديث الرابع والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن إسحق قال: حدّثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد اللَّه قال:
عَمِلْنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الخندق، قال: وكانت عندي شُوَيهةُ عَنْزٍ جَذَعة، سمينة، قال: فقلت: واللَّه لو صنعْناها لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: فأمرْتُ امرأتي فطحَنَتْ لنا شيئًا من شعير وصنعت لنا منه خبزًا، وذبحتُ تلك الشاةَ فشويناها لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: فلما أمسيْنا وأرادَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الانصراف عن الخندق - وكُنّا نعملُ فيه نهارًا، فإذا أمسَيْنا رَجَعْنا إلى أهلنا. قال: قلْتُ: يا رسول اللَّه، إنّي قد صنعْتُ لك شُوَيْهَةً كانت عندنا، وصنعْنا معها شيئًا من خبز هذا الشعير، فأحِبُّ أن تَنْصَرِفَ معي يا رسول اللَّه إلى منزلي، وإنّما أُريد أن ينصرفَ معي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وحدَه (٢). قال: فلمّا قلتُ له ذلك قال: "نعم". تم أمر صارخًا فصرخ: أن انصرفوا مع رسول اللَّه إلى بيت جابر. قال: قلتُ: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون. فأقبلَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأقبلَ النّاسُ معه. قال: فجلس، فأخْرَجْناها إليه، قال: فبرّك وسمَّى ثم أكل، ثم تواردَها النّاس، كلّما فَرَغَ قومٌ قاموا وجاء ناسٌ، حتى صَدَرَ أهلُ الخندق عنها.
أخرجاه (٣).
(١٠٤٥) الحديث الخامس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا شريك عن عبد اللَّه بن محمّد بن عَقيل عن جابر:
عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أرادَ أن يصومَ فليتسحَّرْ بشيء" (٤).
---------------
(١) المسند ٢٣/ ٢٧٣ (١٥٠٢٧) وحسّن المحقّق إسناده، لابن إسحق. وقد صحّحه ابن حبّان ١١/ ٩٥ (٤٧٧٤) من طريق ابن إسحق. ورواه في المجمع ٧/ ١٨٢ وقال: وفيه ابن إسحق، وقد صرّح بالسّماع في رواية أبي يعلى، وبقيّة رجال أحمد رجال الصحيح.
(٢) أسقط ناسخ ك (إلى منزلي. . . رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) وناسخ هـ (رسول اللَّه).
(٣) المسند ٢٣/ ٢٧٦ (١٥٠٢٨). وهو صحيح، وفيه ابن إسحق، وقد توبع. وأخرجه مسلم ٣/ ١٦١٠ (٢٠٣٩) بمعناه من طريق سعيد بن ميناه. والبخاريّ كذلك ٦/ ١٨٣ (٣٠٧٠)، ٧/ ٣٩٥ (٤١٠٢)، وأخرجه البخاريّ أيضًا من طريق عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر ٧/ ٣٩٥ (٤١٠١).
(٤) المسند ٢٣/ ٢٠٨ (١٤٩٥٠)، ومسند أبي يعلى ٣/ ٤٣٨ (١٩٣٠) من طرق أبي أحمد الزُّبيري، وضعّف المحقّقان إسناده لضعف شريك وابن عَقيل، وكلاهما يُعتبر به. قال الهيثمي ٣/ ١٥٣: وفيه عبد اللَّه بن محمّد بن عقيل، وحديثه حسن وفيه كلام.