(١٠٤٦) الحديث السادس والثمانون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا الحجّاج بن أبي زينبَ قال: سمعْتُ طلحة بن نافع أبا سُفيان يقول: سمِعْتُ جابر بن عبد اللَّه يقول:
كُنْت في ظلِّ داري، فمرّ بي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلمّا رأيْته وَثَبْتُ إليه، فجعلْتُ أمشي خلفه، فقال: "ادْنُ" فدنَوتُ منه، فأخذ بيدي فانطَلَقْنا حتى أتى بعضَ حُجَر نسائه، أمِّ سلمة أو زينبَ ابنة جحش، فدخل ثم أذن لي فدَخَلْتُ، وعليها الحجابُ، فقال: "أعندكم غداء؟ " قالوا: نعم، فأُتي بثلاثة أَقْرِصة، فوُضِعَت على نَبِيٍّ، فقال: "هل عندكم من أُدْم؟ "
قالوا: لا، إلّا شيءٌ من خلٍّ. قال: "هاتوه". فأتَوه به، فأخذ قُرصًا فوضعه بين يَدَيْه، وقُرصًا بين يديَّ، وكسر الثالث باثنين، فوضع نصفًا بين يدَيه ونصفًا بين يديَّ.
انفرد بإخراجه مسلم (١).
والنَّبِيُّ: الشيء المرتفع، غير مهموز (٢)، فإذا همز فهو من النّبأ وهو الخبر.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: حدّثنا أبو بشر عن أبي سُفيان عن جابر:
أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سألَ أهلَه الأُدْم، فقالوا: ما عندَنا إلا الخلُّ. فدعاه فجعل يأكل به ويقول: "نعم الإدامُ الخَلُّ".
انفرد بإخراجه مسلم (٣).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن يزيد عن الحجّاج بن أبي زينب عن أبي سُفيان عن جابر قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نعم الإدام الخلّ، وما أَقْفَرَ بيتٌ فيه خَلّ" (٤).
---------------
(١) المسند ٢٣/ ٢٩٤ (١٥٠٥٨)، ومسلم ٣/ ٦٢٢ (٢٠٥٢).
(٢) وفُسّر بالمائدة من خوص. وللفظة روايات كثيرة - ينظر النووي ١٣/ ٢٥١، وحاشية المسند.
(٣) المسند ٢٣/ ١٩٠ (١٤٩٢٥)، ومسلم ٣/ ١٦٢٣ (٢٠٥٢) من طريق أبي عوانة.
(٤) المسند ٢٣/ ١١٤ (١٤٨٠٧). قال المحقّق: حديث صحح دون "ما أقفر بيت فيه خلّ"، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل حجّاج.