كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 2)

قام النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصلِّي المغربَ، فجئتُ فقُمْتُ إلى جنبه عن يساره، فنهاني فجعلَني عن يمينه، ثم جاء صاحبٌ لي فصَفَفْنا خلفَه، فصلّى بنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في ثوبٍ واحدٍ مخالِفًا بين طرفَيه (١).
(١١٠٦) الحديث السادس والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا زائدة عن عبد اللَّه بن محمد بن عَقيل عن جابر قال:
تُوُفّي رجلٌ فغسَّلْناه وحنّطناه وكفّنّاه، ثم أَتَيْنا به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقُلنا: تُصَلّي عليه، فخطا خطوةً (٢) ثم قال: "أعليه دَين؟ " (٣) قُلْنا: ديناران، فانصرف، فتحمَّلَها أبو قتادة، فأتَيْناه، فقال أبو قتادة: الدّيناران عليَّ. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حقَّ الغريمِ، وبَرِىءَ منهما المَيّت؟ " قال: نعم. فصلّى عليه. ثم قال بعد ذلك بيوم: "ما فعل الدّيناران؟ " فقال: إنّما مات أمس. قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضَيْتُهما. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الآن برَّدْتَ عليه جلدَه" (٤).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد (٥)، وحدّثنا عبد الرزّاق قالا: حدّثنا معمر عن الزّهري عن أبي سلمة عن جابر قال:
كان النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يصلّي على رجلٍ عليه دَين. فأُتي بمَيْت فسأل: "هل عليه دين؟ " قالوا: نعم، ديناران، قال: "صلُّوا على صاحبكم" فقال أبو قتادة: هما عليّ يا رسول اللَّه. فصلّى عليه.
---------------
(١) المسند ٢٢/ ٣٧٨ (١٤٢٤٩٦)، وشرحبيل بن سعد أخرج له البخاري في المفرد، وأبو داود وابن ماجة، لكن فيه مقالة، ويعتبر بحديثه. وصحّح الحديث ابن خزيمة ٣/ ١٨ (٥٣٥) من طريق أبي بكر، وروى ابن ماجة صدره ٢/ ٣١١ (٩٧٤) وذكر البوصيري ضعف شرحبيل، ولكن الألباني صحّح الحديث. والحديث يصحّ بما رواه مسلم عن عبادة ٤/ ٢٣٠٥ (٢٠١٠)، وهو حديث طويل.
(٢) في المسند "خُطًى".
(٣) سقط ورقة من النسخة هـ.
(٤) المسند ٢٢/ ٤٠٥ (١٤٥٣٦) وعبد الصمد وزائدة من رجال الشيخين، أما ابن عقيل ففيه مقالة. وصحّح الحاكم إسناده ٢/ ٥٨ عن طريق ابن عقيل، ووافقه الذهبي، وينظر حواشي المسند.
(٥) كذا في المخطوطتين. ورواية عفّان عن عبد الواحد بن زياد لم ترد في المسند. ولم تذكر في الأطراف أو الإتحاف.

الصفحة 126