كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 2)

فلمّا فتحَ اللَّهُ عزّ وجلّ على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أنا أولى بكلّ مؤمنٍ من نفسه. فمن ترك دَينًا فعليّ، ومن ترك مالًا فلِوَرَثَته" (١).
(١١٠٧) الحديث السابع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثني حرب بن أبي العالية عن أبي الزُّبير عن جابر بن عبد اللَّه:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى امرأةً فأعْجَبَتْه، فأتى زينبَ وهي تَمْعَسُ منيئةً، فقضى منها حاجته، وقال: "إنّ المرأة تُقْبِلُ في صورة شيطان، وتُدْبِرُ في صورة شيطان، فإذا رأى أحدُكم امرأةً فأعجَبَتْه فليأتِ أهلَه، فإنّ ذلك يردّ ممّا في نفسه".
انفرد بإخراجه مسلم (٢).
ومعنى تَمْعَس: تَدْلُك. والمنيئة: الجلد ما كان في الدّباغ.
(١١٠٨) الحديث الثامن والأربعون بعد المائتين: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا أبو الزبير عن جابر قال:
أمرَنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيوم عاشوراء أن نصومَه. وقال: "هو يومٌ كانت اليهود تصومُه" (٣).
(١١٠٩) الحديث التاسع والأربعون بعد المائتين: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا إسحق بن إبراهيم الحَنْظلي قال: أخبرنا عبد اللَّه بن الحارث عن ابن جُريج قال: أخبرني أبو الزُّبير أنّه سمع جابر:
يُخبر عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن كان، ففي الرَّبع والخادم والفرس" يعني الشُّؤم.
انفرد بإخراجه مسلم (٤).
ومعنى الحديث: إنّ خيف من شيء يكون سببًا لمكروه فهذه الأشياءُ.
---------------
(١) المسند ٢٢/ ٦٥ (١٤١٥٩)، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. . ومن طريق عبد الرزّاق رواه أبو داود ٣/ ٢٤٧ (٣٣٤٣)، والنسائي ٤/ ٦٥، وابن حبّان في صحيحه ٧/ ٣٣٤ (٣٠٦٤)، وصحّحه الألباني.
(٢) المسند ٢٢/ ٤٠٧ (١٤٥٣٧)، ومسلم ٢/ ١٠٢١ (١٤٠٣) من طريق عبد الصمد به. وعن هشام بن أبي عبد اللَّه عن أبي الزبير.
(٣) المسند ٢٣/ ٢٩ (١٤٦٦٣)، وهو حديث صحيح، وإسناده ضعيف، ففيه ابن لهيعة. وينظر باب صيام عاشوراء في البخاري ٤/ ٢٤٤، ٢٤٥ (٢٠٠٠ - ٢٠٠٧)، ومسلم ٢/ ٧٩٢ - ٧٩٩ (١١٢٥ - ١١٣٦).
(٤) مسلم ٤/ ١٧٤٨ (٢٢٢٧)، وهو في المسند ٢٢/ ٤٣٣ (١٤٥٧٤) من طريق روح وعبد اللَّه بن الحارث عن ابن جريج. وليس فيهما "يعني الشؤم".

الصفحة 127