كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 2)

النّاسُ نحوَه، فقال: "ما شأنُكم؟ " قالوا: يا رسول اللَّه، ليس لنا ماءٌ نشرب منه ولا ماء نتوضّأ به إلّا ما بين يديك. فوضع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يده في الرَّكوة، فجعل الماءُ يفورُ من بين أصابعه كأمثال العُيون، وشَرِبْنا وتوضّأنا. فقلتُ له: كم كنتم؟ قال: لو كُنّا مائة ألف كفانا، كنّا خمس عشرة مائة:
أخرجاه (١).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا أبو عَوانة عن الأسود بن قَيس عن نُبَيح العَنَزيّ أنّ جابر بن عبد اللَّه قال:
غَزَوْنا -أو سافَرْنا- مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن يومئذٍ بضعَ عشرةَ ومائتان، فحضرتِ الصلاة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هل في القوم من ماء؟ " فجاء رجلٌ يسعى بإداوة فيها شيءٌ من ماء، قال: فصبَّهُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في قَدَح، فتوضّأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأحسن الوضوءَ، ثم انصرف وترك القدح، فرَكِبَ النّاس القدح: تَمَسّحوا تَمَسّحوا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "على رِسْلكم" حين سمعهم يقولون ذاك، فوضع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كفَّه في الماء والقَدَح ثم قال: "باسم اللَّه" ثم قال: "أسْبِغُوا الوضوء". فوالذي ابتلاني ببصري، لقد رأيتُ العيونَ -عيونَ الماء- تخرجُ من بين أصابع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فما رفعَها حتى توضّأوا أَجمَعون (٢).
(٨٦٦) الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا ابن لَهيعة عن أبي الزُّبير عن جابر:
أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اسْتَكْثِروا من النِّعال، فإنّ الرّجلَ لا يزال راكبًا ما انتعل".
انفرد بإخراجه مسلم (٣).
(٨٦٧) الحديث السابع: وبه عن جابر قال:
---------------
(١) المسند ٢٢/ ٣٩٨ (١٤٥٢٢). والبخاريّ ٦/ ٥٨١ (٣٥٧٦) من طريق عبد العزيز بن مسلم. واقتصر مسلم على ذكر عدد أهل الحديبية، من طريق حصين، ومن غيرها ٣/ ١٤٨٤ (١٨٥٦).
(٢) المسند ٢٢/ ١٣ (١٤١١٥). ورجاله رجال الشيخين غير نبيح، ثقة، روى له أصحاب السنن. وصحّح الحديث ابن خزيمة ١/ ٥٦ (١٠٧) من طريق الأسود.
(٣) المسند ٢٣/ ١٥٩ (١٤٨٧٤)، وفيه عبد اللَّه بن لَهيعة، ضعيف. أما الإمام مسلم فرواه عن معقل عن أبي الزُّبير ٣/ ١٦٦٠ (٢٠٩٦). وينظر الأحاديث الصحيحة ١/ ٦٧٩ (٣٤٥).

الصفحة 25