كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 2)

أخرجاه (١).
(٩٩٤) الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة: وبه عن جابر قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو جاءَ مالُ البحرين لقد أعطيْتُك هكذا وهكذا وهكذا" قال: فلمّا جاء مالُ البحرين بعدَ وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال أبو بكر: من كان له عندَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دينٌ أو عِدَةٌ فلْيَأْتِنا. قال: فجئتُ فقلت: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لو قد جاء مالُ البحرين أعطيْتُك هكذا وهكذا وهكذا" ثلاثًا. قال: فخُذْ. فأخذْتُ. قال بعض من سَمِعَه: فوجدْتُها خمسمائة. ثم أتيتُه فلم يُعْطِني، ثم أتيتُه فلم يُعْطِني، ثم أتيتُه الثالثةَ فلم يُعْطني. فقلت: إمّا أن تُعطِيَني وإمّا أن تَبْخَل عنّي. قال: قلتَ: تَبْخَلُ عنّي؟ وأيُّ داءٍ أدوأُ (٢) من البخل؟ ما سأَلْتَني مرّةً إلا وقد أردْتُ أن أُعْطِيَك.
أخرجاه (٣).
(٩٩٥) الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من مسلم يغرِسُ غَرْسًا إلّا كان ما أُكل منه له صدقة، وما سُرِقَ منه له صدقة، وما أكل منه السَّبعُ فهو له صدقة، وما أكلتِ الطيرُ فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحدٌ إلّا كان له صدقة" (٤).
* طريق آخر:
حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أحمد بن سعيد بن إبراهيم قال: حدّثنا رَوح بن عُبادة قال: حدّثنا زكريا بن إسحق قال: أخبرني عمرو بن دينار أنّه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول:
---------------
(١) المسند ٢٢/ ٢٠٤ (١٤٣٠٠)، والبخاريّ ٤/ ٩٦ (١٨٨٣) من طريق سُفيان الثوري عن محمّد بن المُنكدر، ومسلم ٢/ ١٠٠٦ (١٣٨٣) من طريق ابن المُنكدر.
(٢) يروى أدوأ بالهمز، من الدّاء. وأدوى مخفّفة منها، أو من دَوِي بطنه: إذا أصابه مرض.
(٣) المسند ٤/ ٢٠٢٢ (١٤٣٠١)، رهو في البخاريّ ٦/ ٢٣٧ (٣١٣٧)، ومسلم ٤/ ١٨٠٦ (٢٣١٤) من طريق سُفيان.
(٤) مسلم ٣/ ١١٨٨ (١٥٥٢). وفي المسند ٢٣/ ٣٧٦ (١٥٢٠١) عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي سُفيان عن جابر "من غرس غرسًا أو زرع زرعًا، فأكل منه إنسان أو طير أو سبع أو دابّة، فهو له صدقة". ولم يُشر المؤلف إلى هذه الطريق عن المسند خلافًا لمنهاجه.

الصفحة 80