كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 2)

دخل النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على أُمّ مَعْبَد حائطًا، فقال: "يا أُمَّ مَعْبَد، من غرسَ هذا النَّخلَ؟ أمسلمٌ أم كافر؟ " فقالت: بل مسلم. فقال: "فلا يغرسُ المسلمُ غرسًا فيأكلُ منه إنسانٌ ولا دابّةٌ ولا طيرٌ إلّا كان له صدقة إلى يوم القيامة" (١).
انفرد بإخراج الطريقين مسلم.
(٩٩٦) الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد ابن جعفر قال: حدّثنا شعبة قال: سمعتُ عبدَ ربّ (٢) يحدِّثُ عن الزُّهري عن ابن جابر عن جابر بن عبد اللَّه:
عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قال في قتلى أُحد: "لا تُغَسّلوهم؛ فإنّ كلَّ جرح -أو كلَّ دمٍ- يفوحُ مِسْكًا يومَ القيامة" ولم يُصَلِّ عليهم (٣).
* طريق آخر:
حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا قتيبة قال: حدّثنا الليث عن ابن شهاب عن عبد الرّحمن ابن كعب بن مالك أن جابر بن عبد اللَّه أخبره:
أنّ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يجمع بن الرّجلين من قَتْلى أُحُدٍ في الثَّوب الواحد، ثم يقول: "أيُّهما أكثرُ أخذًا للقرآن؟ " فإن أُشير إلى أحدهما قَدّمَه في اللَّحد وقال: "أنا شهيدٌ على هؤلاء يوم القيامة" وأمرَ بدفنهم في دمائهم، ولم يُصَلِّ عليهم، ولم يُغَسّلوا.
انفرد بإخراجه البخاريّ (٤).
(٩٩٧) الحديث السابع والثلاثون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا سُفيان عن الأعمش عن أبي سُفيان عن جابر قال:
"النّاسُ تَبَعٌ لقُريشٍ في الخير والشّرّ".
انفرد بإخراجه مسلم (٥).
---------------
(١) مسلم ٣/ ١١٨٩ (١٥٥٢).
(٢) ينظر حاشية المسند ٢٢/ ٩٧.
(٣) المسند ٢٢/ ٩٧ (١٤١٨٩)، وصحّحه المحقّق، وصحّحه الألباني في الإرواء ٣/ ١٦٤ (٧٠٧).
(٤) الترمذي ٣/ ٣٥٤ (١٠٣٦)، والبخاريّ ٣/ ٢٠٩ (١٣٤٣) من طرق الليث.
(٥) المسند ٢٢/ ٤١٣ (١٤٥٤٥)، ومسلم ٣/ ١٤٥١ (١٨١٩) من طريق أبي الزُّبير. وصحّح ابن حبّان الحديث من طريق الأعمش عن أبي سُفيان ١٤/ ١٥٨ (٦٢٦٣).

الصفحة 81