مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيى كافرًا ويموت مؤمنًا. ألا إنّ الغضبَ جمرةً تُوقَدُ في تجوف ابنِ آدم، ألا تَرون إلى حُمرة عينيَه وانتفاخِ أوداجه، فإذا وجد أحدُكم شيئًا من ذلك فالأرضَ الأرضَ. ألا إنّ خيرَ الرجال من كان بطيء الغضب سريعَ الرِّضا، وشرُّ الرجال من كان سريعَ الغضب بطيء الرِّضا، فإذا كان الرجل بطيءَ الغضب بطيءَ الفيء، وسريع الغضب سريع الفيء، فإنّها بها (١). ألا إنّ خيرَ التُّجّار من كان حسن القضاء، حسنَ الطَّلَب، وشرَّ التُّجار من كان سيء القضاء سيء الطَّلَب، فإذا كان الرجلُ حسن القضاء سيء الطلب، أو كان سيء القضاء حسنَ الطلب، فإنها بها. ألا إنّ لكلِّ غادرٍ لواءً يوم القيامة بقَدْرِ غدرتِه، ألا وأكبرُ الغَدر غدرُ أمير عامّة. ألا لا يَمْنَعَنَّ رجلًا مهابةُ النّاس أن يتكلّمَ بالحقّ إذا علِمه. ألا إنّ أفضلَ الجهاد كلمةُ حقٍّ عندَ سُلطان جائر". فلمّا كان عند مُغَيْرِبان الشمس قال: "ألَا إنّ مثلَ ما بقي من الدُّنيا فيما مضى منها مثلُ ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه" (٢).
* طريق لبعضه:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو الوليد قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا خُلَيد بن جَعفر عن أبي نَضرة عن أبي سعيد:
عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لكلِّ غادرٍ لواءٌ يومَ القيامة، يُعْرَفُ به عندَ اسْتِهِ" (٣).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا المُسْتَمِرّ قال: حدّثنا أبو نَضرة عن أبي سعيد قال:
---------------
(١) أي واحدة بأخرى. والفيء: الرجوع، أي الرضا.
(٢) المسند ١٧/ ٢٢٧ (١١١٤٣). ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد. وأخرجه أبو يعلى ٢/ ٣٥٢ (١١٠١) والحاكم ٤/ ٥٠٥ من طريق حمّاد، وقال الحاكم: تفرّد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة، والشيخان رضي اللَّه عنهما لم يحتجّا بعليّ بن زيد. قال الذهبي: ابن جدعان صالح الحديث. والحديث في سنن الترمذي ٤/ ٢١٩ (٢١٩١) من طريق حمّاد بن زيد عن عليّ بن زيد. وذكر الترمذي: وفي الباب. . وقال: حسن صحيح. وضعّف المحققون إسناده.
(٣) المسند ١٧/ ٤٠٤ (١١٣٠٣)، ومسلم ٣/ ١٣٦١ (١٧٣٨) من طريق شعبة، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي من رجال الشيخين.