كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 3)

ما صنع، ثم قال: "انظروا إلى هذا، فإنّه دخلَ المسجد على هيئةٍ بَذَّة، فدعَوْتُه فرجوْتُ أن تَفْطَنوا له فتَصَدَّقوا عليه وتكسونه (١) فلم تفعلوا، فقلت: تصدَّقوا، فتصدَّقوا، فأعطيتُهُ ثَوبين ممّا تصدَّقوا، فألقى ثوبَيه. خُذْ ثوبَك" وانتهرَه (٢).
(٢٠٠١) الحديث الحادي والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ عن عبد الملك بن سعيد ابن سُوَيد الساعدي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَمَّني جبريلُ في الصلاة، فصلّى الظهر حين زالتِ الشمسُ، وصلّى العصرَ حين كان الفيءُ قامةً، وصلّى المغربَ حين غابت الشمسُ، وصلّى العشاء حين غاب الشَّفَقُ، وصلّى الفجر حين طلعَ الفجر. ثم جاء الغدَ فصلّى الظهرَ وفيءُ كلِّ شيءٍ مثلُه، وصلّى العصر والظلُّ قامتان، وصلّى المغرب حين غابت الشمس، وصلّى العشاء إلى ثلث الليل الأول، وصلّى الصبحَ حين كادت الشمسُ تطلُعُ. ثم قال: الصلاةُ ما بين هذين الوقتين" (٣).
(٢٠٠٢) الحديث الثاني والسبعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه ابن الزبير قال: حدّثنا كثير بن زيد عن رُبيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جدّه قال:
كنّا نتناوبُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فنبيتُ عندَه، تكونُ له الحاجةُ أو يطرُقُه أمر من الليل فيبعثُنا، فيكْثُر المُحْتَسِبون وأهلُ النُّوَب، وكنا نتحدّثُ، فخرج علينا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٤) فقال: "ما هذه النَّجوى؟ ألم أنهَكمِ عن النَّجوى؟ " قال: قلنا: تُبْنا إلى اللَّه عزّ وجلّ أيْ نبيَّ اللَّه، إنّما كُنّا في ذكر المَسيح وفَرِقْنا منه. قال: "ألا أُخْبِرُكم بما هو أخوفُ عليكم من المسيح
---------------
(١) كذا في المخطوطات وأصول المسند. وصوّبها المحقّق إلى "وتكسوه".
(٢) المسند ١٧/ ٢٩١ (١١١٩٧). وبهذا الإسناد في سنن النسائي ٥/ ٦٣، وبه صحّحه ابن حبّان ٦/ ٢٤٩، ٢٥٠ (٢٥٠٣، ٢٥٠٥) وهو من طريق ابن عجلان في سنن أبي داود ٢/ ١٢٨ (١٦٧٥)، وصحيح ابن خزيمة ٣/ ١٥٠ (١٧٩٩) وحسّنه الشيخ ناصر.
(٣) المسند ١٧/ ٣٥٠ (١١٢٤٩). وفيه عبد اللَّه بن لهيعة. ينظر المجمع ١/ ٣٠٨. وقد صحّح محقّقو المسند الحديث لغيره، وحسّنوا إسناده، لأن إسحاق بن عيسى روى عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه وتخليطه. وذكروا شواهد للحديث.
(٤) في المسند "من الليل".

الصفحة 106