شيئًا فليُؤْذِنه ثلاثًا، فإن بدا له فليقتُلْه، فإنّه شيطان" (١).
انفرد بإخراج الطريقين مسلم. وفي بعض لفظه "فآذِنوه ثلاثة أيام" (٢).
(٢٠١٨) الحديث الثامن والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عبد اللَّه ابن الزبير قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن مَوْهَب قال: أخبرني عمّي - يعني عُبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن مَوْهَب عن مولى لأبي سعيد الخدري قال:
بينما أنا مع أبي سعيد الخدري وهو مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ دخلْنا المسجد، فإذا رجلٌ جالس في وسط المسجد مُحْتَبٍ، مُشَبِّكٌ أصابعَه بعضها في بعض، فأشار إليه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلم يَفْطَنِ الرجلُ لإشارة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فالتفتَ إلى أبي سعيد فقال: "إذا كان أحدُكم في المسجد فلا يُشَبِّكَنَّ، فإن التّشبيكَ من الشيطان. وإنّ أحدَكم لا يزالُ في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرجَ منه" (٣).
(٢٠١٩) الحديث التاسع والثمانون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الجُرَيري عن أبي نَضرة عن أبي سعيد قال:
أتى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على نِهي (٤) من ماء السماء والناس صيامٌ في يومٍ صائف، مشاةٌ، ونبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على بَغلة له، فقال: "اشربوا أيُّها النّاس" قال: فأبَوا. فقال: "إنّي أيسرُكم، إنّي راكب" فأبَوا. قال: فثنى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فخذَه فَنَزَلَ فشَرِبَ، وشربَ النّاس، وما كان يريدُ أن يشرب (٥).
والنِّهي: الغدير.
---------------
(١) لم يرد الحديث في المسند. وقد ذكره ابن حجر في الإتحاف ٥/ ٤٧٣، والأطراف ٦/ ٣٢٩ عن المسند، وذكر المحقّق أنّه لم يجده. وهو في مسلم ٤/ ١٧٥٦ (٢٢٣٦) بهذا الإسناد.
(٢) وهذه الرواية في مسلم.
(٣) المسند ١٧/ ٤٧٧ (١١٣٨٥). وقد حكم المحقّق عليه بضعف الإسناد وبأن في الإسناد خطأ. وحسّن إسناده المنذري في الترغيب ١/ ٢٧٧ (٤٤٥)، والهيثمي في المجمع ٢/ ٢٨، وينظر الفتح ١/ ٥٦٦.
(٤) كذا في المخطوطات وشرح المؤلّف للحديث. والذي في المصادر، والإتحاف ٥/ ٤٢٥ (٥٧٠٠)، والأطراف ٦/ ٣٧٠ (٨٥٩٤)، وجامع المسانيد ٣٢/ ٤٥٩ (٩٨٦): "نهر".
(٥) المسند ١٨/ ١٨ (١١٤٢٣) وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين سوى أبي نَضرة المنذر بن مالك، فهو من رجال مسلم. ومن طريق الجريريّ صحّحه ابن خُزيمة ٣/ ٢٢٨ (١٩٦٦)، وابن حبّان ٨/ ٣١٩، ٣٢٣ (٣٥٥٠، ٣٥٥٦).