كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 3)

قلنا: يا رسول اللَّه، هذا السلام عليك قد عَلِمْناه، فكيف الصلاة؟ قال: "قولوا: اللهمّ صَلِّ على محمّد عبدك ورسولك كما صلَّيْتَ على إبراهيم، وبارِكْ على محمّد وعلى آل محمّد كما باركتَ على آل إبراهيم" (١).
انفرد بإخراجه البخاري (٢).
(٢٠٢٢) الحديث الثاني والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدّثنا زهير عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ما يُصيبُ المؤمنَ من وَصَب ولا نَصَب ولا همٍّ ولا حَزَنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشوكةِ يُشاكها إلا كفَّرَ اللَّهُ من خطاياه" (٣).
(٢٠٢٣) الحديث الثالث والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سَيّار قال: حدّثنا جعفر قال: حدّثنا المُعَلّى بن زياد قال: حدّثنا العلاء بن بشير المُزَني -وكان واللَّه ما علمتُ شُجاعًا عند اللقاء، بكّاءً عند الذِّكر- عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
كنتُ في حَلقة من الأنصار، إنّ بعضَنا ليستترُ ببعض من العُري، وقارىءٌ لنا يقرأ علينا، فنحن نستمع إلى كتاب اللَّه عزّ وجلّ، إذ وقفَ علينا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقعدَ فينا لِيَعُدَّ نفسَه معهم، وكفَّ القارىءُ، فقال: "ما كُنْتُم تقولون؟ " فقلنا: يا رسول اللَّه، كان قارىء يقرأُ علينا كتاب اللَّه. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيده وحلّقَ بها يومىءُ إليهم أن يتحلَّقوا، فاستدارت الحَلَقةُ، قال: فما رأيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عَرَفَ منهم أحدًا غيري. قال: فقال: "أَبْشِروا يا معاشرَ الصعاليك، تدخُلون الجنّة قبلَ الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام" (٤).
---------------
(١) أثبت محقّق المسند "كما باركتَ على إبراهيم وآل إبراهيم" وأشار المحقّق إلى نسخ مخطوطة توافق هذه الرواية.
(٢) المسند ١٨/ ٢٤ (١٢٤٣٣)، وهو في البخاري ٨/ ٥٣٢ (٤٧٩٨) من طريق يزيد. وعبد اللَّه بن جعفر من رجال مسلم. وعبد الملك، أبو عامر من رجال الشيخين.
(٣) المسند ١٨/ ٣٤ (١٢٤٥٠). والحديث للشيخين ولم ينبّه المؤلّف: فهو في البخاري ١٠/ ١٠٣ (٥٦٤١) من طريق زهير، وفي مسلم ٤/ ١٩٩٢ (٢٥٧٣) من طريق محمد بن عمرو.
(٤) المسند ١٨/ ١٤٧ (١١٦٠٤)، وهو في مسند أبي يعلى ٢/ ٣٨٢ (١١٥١)، وسنن أبي داود ٣/ ٣٢٣ (٣٦٦٦) من طريق جعفر بن سليمان. وضُعّف إسناده لجهالة العلاء بن بشير. وجعله الألباني في ضعيف أبي داود، وحسّنه محقِّقُ المسند لغيره، وساق له شواهد.

الصفحة 117