هنّ يا رسول اللَّه؟ قال: "من رَضِيَ باللَّه ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّد رسولًا". ثم قال: "يا أبا سعيد، والرابعة لها من الفضل كما بين السماء والأرض، وهي الجهاد في سبيل اللَّه عزّ وجلّ".
انفرد بإخراجه مسلم (١).
(٢٠٧٧) الحديث السابع والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن الحارث قال: حدّثني الأوزاعيّ عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري:
أن أعرابيًا سألَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الهجرة، فقال: "ويحَكَ، إنّ الهجرة شأْتها شديد. فهل لك من إبل؟ " قال: نعم. فقال: "أَلَسْتَ تؤدِّي صدقتَها؟ " قال: بلى. قال: "أَلَسْتَ تَمْنَحُ منها؟ " قال: بلى. قال: "أَلَسْتَ تَحْلِبُها يومَ وِردها؟ " قال: بلى. قال: "فاعمل من وراء البحار ما شِئْتَ، فإن اللَّه لن يَتْرِكَ من عملك شيئًا".
أخرجاه (٢).
(٢٠٧٨) الحديث الثامن والأربعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج قال: حدّثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث: أن دَرّاجًا أبا السَّمح حدّثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا رأيتُم الرجلَ يعتادُ المسجدَ فاشْهَدوا له بالإيمان، قال اللَّه عزّ وجلّ: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (٣) [التوبة: ١٨].
---------------
(١) المسند ١٧/ ١٦٧ (١١١٠٢). ورجاله رجال الصحيح، غير ابن لهيعة. وهو ضعيف. والحديث في مسلم من طريق أبي هانىء الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي ٣/ ١٥٠١ (١٨٨٤).
(٢) المسند ١٧/ ١٩٧ (١١١٠٨). وهو في البخاري ٣/ ٣١٦ (١٤٥٢)، ومسلم ٣/ ١٤٨٨ (١٨٦٥) من طريق الأوزاعي. وعبد اللَّه بن الحارث من رجال مسلم.
ويَتِرك: ينقصك.
(٣) المسند ١٨/ ١٩٤ (١١٦٥١) وإسناده ضعيف لضعف درّاج عن أبي الهيثم. ومن طريق عبد اللَّه بن وهب ورشدين بن سعد عن عمرو أخرجه الترمذي ٥/ ١٤، ٥٨ (٢٦١٧، ٣٠٩٣) وقال: غريب حسن (حسن غريب). وهو من طريق رِشدين دين عن عمرو في ابن ماجة ١/ ٢٦٣ (٨٠٢). ومن طريق ابن وهب صحّح الحديث ابن خزيمة ٣/ ٣٧٩ (١٥٠٢)، وابن حبّان ٥/ ٦ (١٧٢١)، والحاكم ١/ ٢١٢. قال الحاكم: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحّتها وصدق رواتها، غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه. وردّه الذهبي بقوله: درّاج كثير المناكير. وقد ضعّف الألباني الحديث في الترمذي وابن ماجة. ولكن إسناده صحّح في حاشية ابن خزيمة.