عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إني أُوشِكُ أن أُدْعَى فأجيبَ، وإنّي تاركٌ فيكم الثَّقَلَين: كتابَ اللَّه وعِتْرتي. كِتابَ اللَّه حبلًا ممدودًا (١) من السماء إلى الأرض، وعِتْرتي أهلَ بيتي. وإنّ اللطيفَ أخبرَني أنّهما لن يتفرّقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض، فانظُروا بم تخْلُفوني فيهما" (٢).
(٢٠٨٨) الحديث الثامن والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الملك ابن عمرو قال: حدّثنا عليّ بن عليّ عن أبي المتوكِّل الناجي عن أبي سعيد الخدري:
أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- غَرَز بين يدَيه عودًا (٣)، ثم غرز إلى جنبه آخر، ثم غرز الثالث فأبعدَه، قال (٤): "هل تدرون ما هذا؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "هذا الإنسانُ، وهذا أجلُه، وهذا أملُه. يتعاطى الأملَ، يَخْتَلِجُه دونَ ذلك" (٥).
(٢٠٨٩) الحديث التاسع والخمسون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا عليّ عن أبي المتوكّل الناجي عن أبي سعيد:
أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ما من مسلم يدعو اللَّهَ عزّ وجلّ بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قَطيعةُ رَحِم إلا أعطاه اللَّه بها إحدى ثلاث: إمّا أن يُعجِّلَ له دعوتَه، وامّا أن يَدَّخِرَها له في الآخرة، وإما أن يصْرِفَ عنه من السُّوء مثلَها" قالوا: إذًا نُكثر. قال: "اللَّه أكثر" (٦).
---------------
(١) في المخطوطتين بالنصب هكذا. وفي المسند والمصادر بالرفع "حبل ممدود".
قال العكبري في إعراب الحديث ٢٠٥: "أما كتاب اللَّه وعترتي" فبدلان من "الثّقلين". وأما "كتاب" الثاني، فهو بدل من "كتاب" الأوّل، وجوّز ذلك وحسّنه ما اتّصل به من زيادة المعنى، وهو قوله "حبلًا ممدودًا". وكذلك "عترتي وأهل بيتي".
(٢) المسند ١٧/ ٢١١ (١١١٣١). ومسند أبي يعلى ٢/ ٢٩٧ (١٠٢١) من طريق محمد بن طلحة، والترمذى ٥/ ٦٢٢ (٣٧٨٨) من طريق الأعمش، قال الترمذي: حسن غريب. ومال محقّق المسند إلى تصحيح الحديث بشواهده، وتضعبف سنده. وأطال الشيخ ناصر في الكلام عن الحديث وطرقه ورواياته بما لا مزيد عليه - الصحيحة ٤/ ٣٥٥ - ٣٦١ (١٧٦١).
(٣) في المسند "غرْزًا".
(٤) في المسند "ثم قال".
(٥) المسند ١٧/ ٢١٢ (١١١٣٢). قال الهيثمي ١٠/ ٢٥٨: رجاله الصحيح، غير عليّ بن عليّ الرفاعي، وهو ثقة. وعليّ روى له أصحاب السُّنن، والبخاري في الأدب. وقالوا عنه: ثقة، أو: لا بأس به. ينظر التهذيب ٥/ ٢٨٦. وينظر أيضًا تخريج محقّقي المسند.
(٦) المسند ١٧/ ٢١٣ (١١١٣٣)، وإسناده إسناد سابقه. قال الهيثمي ١٠/ ١٥١ مثل ما قال في سابقه: رجاله رجال الصحيح غير عليّ بن عليّ الرفاعي، وهو ثقة. ومن طريق الرفاعي أخرجه البخاري في المفرد ١/ ٣٧٤ (٧١٠)، وأبو يعلى ٢/ ٢٩٦ (١٠١٩). والحاكم والذهبي ١/ ٤٩٣ وصحّحاه، وصحّحه الألباني. وجوّد محقّقو المسند إسناده.