كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 3)

(٢٠٩٠) الحديث الستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا زُهير عن عبد اللَّه بن محمد عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال:
سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول على هذا المِنبر: "ما بالُ رجالٍ يقولون: إنّ رَحِمَ رسولِ اللَّه لا تَنْفعُ قومَه؟ بلى واللَّه، إنّ رَحِمي موصولةٌ في الدنيا والآخرة، وإنّي أيها النّاس فَرَطٌ لكم (١)، فإذا جِئْتمُ قال رجل: يا رسول اللَّه، أنا فلان ابن فلان، وقال آخر: أنا فلان بن فلان. فأقول لهم: أما النَّسبُ فقد عرفت، ولكنّكم أَحْدَثْتُم بعدي وارْتَدَدْتُم القَهْقَرى" (٢).
(٢٠٩١) الحديث الحادي والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا فُليح عن سعيد بن الحارث قال:
اشتكى أبو هريرة -أو غاب- فصلّى بنا أبو سعيد الخدري، فجَهَر بالتكبير حين افتتحَ الصلاة، وحين ركعَ وحين قال سَمعَ اللَّهُ لمن حَمِدَه، وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجدَ، وحين قام بين الركعتين، حتى قضى صلاتَه على ذلك. فلما صلّى قِيلَ له: قد اختلف الناسُ على صلاتك، فخرج فقام عند المنبر فقال: أيُّها الناسُ، واللَّه ما أُبالي أَختلفت صلاتُكم أو لم تختلف، هكذا رأيْتُ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلّي.
انفرد بإخراجه البخاري (٣).
(٢٠٩٢) الحديث الثاني والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا أبو الأشهب العُطاردي عن أبي نَضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
رأى النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في أصحابه تأخُّرًا، فقال: "تَقَدَّموا فائتَمُّوا بي، وَلْيَأْتَمَّ بكم مَنْ بعدَكم. ولا يزال قوم يتأخَّرون حتى يؤخِّرَهم اللَّهُ عزّ وجلّ يوم القيامة".
---------------
(١) في المسند "على الحوض".
(٢) المسند ١٧/ ٢١٩ (١١١٣٨). وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل، مالوا إلى تضعيفه. أما حمزة بن سعيد، فوثّقه ابن حبان، ولم يذكر فيه أبو حاتم جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكروا من الرواة عنه غير ابن عقيل. التعجيل ١٠٣. ومن طريق زُهير صحّح الحاكم والذهبي الحديث ٤/ ٧٤، وحكم محقّق المسند على الحديث بأنه صحيح لغيره، وأنّ إسناده ضعيف. وذكر شواهد له. وقد أخرجه من هذه الطريق أبو يعلى ٣/ ٤٣٣ (١٢٣٨) ولكنه جعل عبد الرحمن بن أبي سعيد مكان حمزة. وحكم الهيثمي على رجال أبي يعلى بأنهم رجال الصحيح غير ابن عقيل، وقد وثّق. المجمع ١٠/ ٣٦٧.
(٣) المسند ١٧/ ٢٢٤ (١١١٤٠)، ومن طريق فليح في البخاري ٢/ ٣٠٣ (٨٢٥). وأبو عامر العقدي من رجال الشيخين.

الصفحة 147