كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 3)

فيقول: يا مهديُّ، أَعْطِني، أَعْطِني، فيجعل له في ثوبه ما استطاع أن يحمل" (١).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا جعفر عن المُعَلَّى بن زياد قال: حدّثنا العلاء بن بشير عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُبَشِّركم بالمَهْدِيّ، يُبعث في أمّتي على اختلاف من النّاس، وزلازل، فيملأُ الأرض قِسطًا وعَدلًا كما مُلِئَتْ جَورًا وظُلمًا، يرضى عنه ساكنو السماء وساكنو (٢) الأرض، يَقْسِمُ المالَ صَحاحًا. فقال له رجل: ما "صَحاحًا"؟ قال: "بالسّوِيّة بين النّاس". قال: "ويملأُ اللَّهُ قلوبَ أمةِ محمد غِنًى، ويَسَعُهم عَدلُه حتى يأمرَ مناديًا فينادي، يقول: من له في مال حاجة؟ فما يقومُ من النّاس إلا رجلٌ واحد، فيقول: أنا. فيقول: ائتِ السّادِن (٣) -يعني الخازن- فقل له: إن المهديَّ يأمُرُك أن تُعطِيَني مالًا، فيقول له: احْثُ، حتى إذا جعلَه في حِجره وأبرزَه نَدِمَ، فيقول: كنتُ أَجْشَعَ أمّةِ محمّد نفسًا، أوَ عَجَز عنّي ما وَسِعَهم؟ قال: فيَرُدُّه فلا يُقبلُ منه. فيقال له: إنَّا لا تأخذُ شيئًا أعطَيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خيرَ في العيش بعده" أو قال: "ثم لا خيرَ في الحياة بعده" (٤).
الجَشَع: أشدّ الحرص.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا أبو معاوية شَيبان عن مطر بن طَهمان عن أبي الصِّدِّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
---------------
(١) المسند ١٧/ ٢٥٤ (١١١٦٣)، وفي إسناد زيد العَمّي، وهو ضعيف. وبهذا الإسناد أخرجه الترمذي مختصرًا ٤/ ٤٣٩ (٢٢٣٢) وقال: حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. ومن طريق زيد أخرجه ابن ماجه مختصرًا ٢/ ١٣٦٦ (٤٠٨٣) وحسّنه الشيخ ناصر. وينظر تخريج محقّق المسند.
(٢) في المسند "ساكن" في الموضعين.
(٣) في المسند "السّدّان".
(٤) المسند ١٧/ ٤٢٦ (١١٣٢٦)، وضعّف المحقّق إسناده لجهالة حال العلاء. وقد نقل الحديث الهيثمي في المجمع ٧/ ٣١٦ وقال: رواه الترمذي وحده باختصار كثير، ورواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات. وفي ترجمة العلاء بن بشير المزني، نقل الذهبي في الميزان ٣/ ٩٧ (٥٧١٩) عن ابن المديني أنّه مجهول، ثم ذكر الحديث.

الصفحة 150