كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 3)

الدراهم، فزاد عمر بن الخطاب ألفين، حساب أوقيّتين لكلّ بعير، ثم غلت الإبل وهانت الدراهم، فأتمّها عمر اثني عشر ألفًا، حساب ثلاث أواق لكلّ بعير.
قال: فزاد ثلث الدية في الشهر الحرام، وثلثًا آخر في البلد الحرام. قال: فتمّت دية الحرمين عشرين ألفًا. قال: فكان يؤخذ من أهل البادية من ماشيتهم، لا يُكَلَّفون الوَرِقَ ولا الذهب، ويُؤخذُ من كلّ قوم مالهم قيمة العدل من أموالهم (١).
(٢٧٢٥) الحديث الأربعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد مَخْلَد ابن الحسن بن أبي زُمَيل قال: حدّثنا الحسن بن عمرو بن يحيى الفَزاري عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم قال:
دخلتُ مسجد حِمص، فإذا فيه حلقةٌ فيها اثنان وثلاثون رجلًا من أصحاب رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، منهم شابٌّ أكحلُ برّاق الثَّنايا مُحْتَبٍ، فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرَهم، فانتَهَوا إلى خبره. قال: قلتُ: من هذا؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل. قال: فقمتُ إلى الصلاة، وأردْتُ أن ألقى بعضهم فلم أقدر على أحد منهم، انصرفوا. فلمّا كان الغدُ دخلتُ فإذا معاذٌ يصلّي إلى سارية، فصلَّيْتُ عنده، فلما انصرف جلسْتُ بيني وبينه الساريةُ، ثم احْتَبَيْتُ فلَبِثْتُ ساعةً لا أُكلِّمُه ولا يُكَلِّمُني. قال: ثم قلتُ: واللَّه إني لأُحِبُك لغير دُنيا أرجوها أُصيبها منك، ولا قَرابةَ بيني وبينك. قال: فلأيِّ شيء؟ قلتُ: للَّه تعالى. قال: فَنَثَرَ حَبْوَتي ثم قال: فأَبْشِرْ إن كُنْتَ صادقًا، فإنّي سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "المُتَحابُّون في اللَّه تعالى في ظِلِّ العرش يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه يَغْبِطُهم بمكانهم النبيّون والشُّهداء".
قال: ثم خرجتُ، فألقى عبادة بن الصامت، فحدَّثْتُه بالذي حَدَّثَني معاذ، فقال عبادة:
---------------
(١) المسند ٥/ ٣٢٦، ٣٢٧، وإسناده ضعيف. قال المزّي في التحفة ٤/ ٢٣٩: إسحاق لم يدرك عبادة. وقال ابن حجر في التقريب ١/ ٤٦: أرسل عن عبادة، وهو مجهول الحال. وذكر الهيثمي الحديث في المجمع ٤/ ٢٠٦ - ٢٠٨، وقال: روى ابن ماجة طرفًا منه، ورواه عبد اللَّه بن أحمد، وإسحاق لم يدرك عبادة. وذكر البوصيري الانقطاع في مواضع من الحديث. ولأجزاء من الحديث شواهد صحيحة، وروى ابن ماجة منه قطعًا من طريق الفضيل - ينظر ٢/ ٧٤٦، ٨٣٠، ٨٣١، ٨٨٣ (٢٢١٣، ٢٤٨٣، ٢٤٨٨، ٢٦٤٣) وصحّحها الألباني لغيرها. وينظر تعليقات البوصيري عليها.

الصفحة 491