كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 3)

(١٨٧) مسند أبي سعيد سعد بن مالك، الخُدْريّ (١)
(١٩٣١) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا أبو بِشر عن أبي المتوكِّل عن أبي سعيد الخدريّ:
أن أناسًا من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كانوا في سفر، فمرُّوا بحيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم، فأبَوا أن يُضَيِّفوهم، فعَرَضَ لإنسان في عقله - أو لُدغ، فقالوا لأصحابِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل فيكم من راقٍ؟ فقال رجل منهم: نعم. فأتى صاحبَهم فرقاه بفاتحة الكتاب فَبَرَأ، فأُعطيَ قطيعًا من الغنم، فأبى أن يقبلَ حتى أتى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر ذلك له، وقال: يا رسول اللَّه، والذي بعثَك بالحقِّ، ما رَقَيْته إلّا بفاتحة الكتاب، فضحك وقال: "وما يُدريكَ أنها رُقية"؟ ثم قال "خُذوا واضْرِبوا لي بسَهم".
أخرجاه (٢).
وفي بعض ألفاظ الصحيح: قال رجل: ما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلًا. فصالَحوهم على قطيع من الغنم (٣).
(١٩٣٢) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا منصور بن
---------------
(١) معرفة الصحابة ٣/ ١٢٦٠، والمعجم الكبير ٦/ ٣٣، والاستيعاب ٤/ ٨٩، والتهذيب ٣/ ١٢٧، والسير ٣/ ١٦٨، والإصابة ٢/ ٣٢.
وهو من المكثرين، فأحاديثه في "الجمع" (المسند ٧٨). أربعة عشر ومائة: ستة وأربعون للشيخين، وستة عشر للبخاري، واثنان وخمسون لمسلم. وذكر ابن الجوزي في التلقيح ٣٦٣ أنّه أسند ألفًا ومائة وسبعين حديثًا.
(٢) المسند ١٧/ ٥ (١٠٩٨٥)، وهو في مسلم من طريق هشيم ٤/ ١٧٢٧ (٢٢٠١). وفي البخاري ٤/ ٤٥٣ (٢٢٧٦) من طريق أبي بشر، جعفر بن أبي وحشية.
(٣) هذه الرواية في البخاري - السابق، وفي المسند ١٧/ ٤٨٧ (١١٣٩٩): ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من شاء.

الصفحة 61