كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 4)

فرُدُّوا الخِياطَ والمخْيَط (١)، فإن الغُلولَ يكونُ على أهله يومَ القيامةِ عارًا ونارًا وشَنارًا" (٢)، فقام رجل معه كُبّةٌ من شَعَر، فقال: إنِّي أخذتُ هذه أُصْلحُ بها بَردعةَ بعيرٍ لي دَبِرٍ، قال: "أمَّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك"، فقال الرجلُ: يا رسولَ اللَّه، أمَّا إذ بلَغتْ ما أرَى فلا أَرَبَ لي بها، ونَبذَها (٣).
(٣٧٦٣) الحديث الخامس عشر بعد المائة: حدّثنا يونس بن محمد قال: حدّثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:
سمعت النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "اللهمّ إنّي أعوذ بك من الكسل، والهَرَم، والمَغْرَم والمأثم، وأعوذُ بك من فتنة المسيحِ الدّجّال، وأعوذُ بك من عذاب القبر، وأعوذُ بك من عذاب النّار" (٤).
(٣٧٦٤) الحديث السادس عشر بعد المائة: وبه عن عمرو بن العاص:
أنّه سمع النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ألا أُخبرُكم بأحبّكم إليّ وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ فسكت القوم، فأعادها مرّتين أو ثلاثًا. قال القوم: نعم يا رسول اللَّه. قال: "أحسنكم خُلُقًا" (٥).
(٣٧٦٥) الحديث السابع عشر بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا خليفة بن خيّاط قال: حدّثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:
---------------
(١) الخياط: الخيط. والمخيط: الإبرة.
(٢) الشَّنار: العيب.
(٣) المسند ١١/ ٣٣٩ (٦٧٢٩). ورواه ١١/ ٦١٢ (٧٠٣٧) من طريق ابن إسحق، وصرّح بالتحديث. وقد أخرج الحديث النسائي من طريق حمّاد بن سلمة ٦/ ٢٦٢، وأخرجه مختصرًا أبو داود ٣/ ٦٣ (٢٦٩٤). وقال الهيثمي ٦/ ١٩٠. رواه أبو داود باختصار شديد، ورواه أحمد، ورجال أحد إسناديه ثقات. وحسّن الحديث محقّقو المسند، والألباني - الإرواء ٥/ ٣٦ (١٢١١). وأصل الحديث في صحيح البخاري - عن المِسور بن مخرمة ومروان بن الحكم - الجمع ٣/ ٣٨٢ (٢٨١١).
(٤) المسند ١١/ ٣٤٦ (٦٧٣٤) ومن طريق الليث في النسائي ٨/ ٢٦٩. وجعله الألباني والمحقّقون صحيحًا، حسن الإسناد. والحديث رواه الشيخان عن عائشة، الجمع -٤/ ٧٦ (٣١٨٩).
(٥) المسند ١١/ ٣٤٧ (٦٧٣٥). وإسناده حسن، ومن طريق الليث أخرجه البخاري في الأب المفرد ١/ ١٤٣ (٢٧٢). وقال الهيثمي ٧/ ٢٤: في الصحيح "إنّ من أحبِّكم إليّ أحسنكم خلقًا" رواه أحمد، وإسناده جيّد.
وحديث عبد اللَّه بن عمرو "إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقًا" اتّفق عليه الشيخان - الجمع ٣/ ٤٢٥ (٢٩٢٦) من طرق عن مسروق عن عبد اللَّه بن عمرو.

الصفحة 447