كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 4)

كلُّ شيء من الصَّغار (١)، حتى يدخلوا سِجنًا في جهنّم يقال له بُولَس، فتعلوهم نار الأنيار، يُسْقَونَ من طينة الخَبال: عُصارةِ أهل النّار" (٢).
(٣٨١٥) الحديث السابع والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: أخبرنا حجّاج قال: حدّثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه:
أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحرَ مائةَ بَدَنة، وأن هشام بن العاص نحر حِصَّته خمسين بدنة، وأن عَمْرًا سأل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك. فقال: "أما أبوك فلو كان أقرَّ بالتوحيد فصُمْتَ وتصدّقْتَ عنه نفعَه ذلك" (٣).
(٣٨١٦) الحديث الثامن والستون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا داود بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:
سُئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن العقيقة، فقال: "إنّ اللَّه لا يُحِبُّ العُقوق" وكأنه كره الاسم. قالوا: يا رسول اللَّه، إنما نسألُك عن أحدنا يُولدُ له. قال: "من أحبَّ منكم أن يَنْسُكَ عن ولده فليفعلْ، عن الغلام شاتان مُكافأتان (٤)، وعن الجارية شاة".
قال: وسُئل عن الفَرَع. قال: "والفَرَعُ حقٌّ، وأن تَتْرِكَهُ حتى يكونَ شُغْزُبًّا - أو شُغْزُوبًا (٥) ابن مخاض أو ابن لَبون، فتحملَ عليه في سبيل اللَّه، أو تعطيَه أرملة، خير من أن تذبحَه يلصَق لحمُه بوَبَره، وتكفىء إناءك، وتُوَلِّهُ ناقتك" (٦).
قال: وسئل عن العَتيرة. فقال: "والعتيرة حقّ".
---------------
(١) الصّغار: الذُّلّ.
(٢) المسند ١١/ ٢٦٠ (٦٦٧٧). ومن طريق محمد بن عجلان أخرجه البخاري في المفرد ١/ ٢٨٧ (٥٥٧)، والترمذي ٤/ ٥٦٥ (٢٤٩٢) وقال: حسن صحيح. وحسّنه الألباني والمحقّقون. وينظر المستدرك على القول المسدّد ٩٥.
(٣) المسند ١١/ ٣٠٧ (٦٧٠٤). وفي إسناده الحجّاج من أرطاة، مدلّس، ولكنّه صرّح بالتحديث، وتابعه حسّان ابن عطية -من رجال الشيخين- فرواه عن عمرو بن شعيب عند أبي داود ٣/ ١١٨ (٢٨٨٣). وقد حسّن الحديث الألباني والمحقّقون.
(٤) مكافأتان: متساويتان.
(٥) الفَرَع: أول ما تلده الناقة أو الشاة. والشُغزبّ: القوي.
(٦) ولّه الناقة: فجعها بولدها.

الصفحة 463