كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 4)

(٣٨٢٠) الحديث الثاني والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو مغيرة قال: حدّثنا هشام بن الغاز قال: حدّثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال:
هبَطْنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في ثنية أذاخِرَ (١). قال: فنظر إلي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإذا عليَّ رَيْطة (٢) مُضَرَّجة بعُصْفُر، فقال: "ما هذه؟ " فعرفتُ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد كَرِهها، فأتيت أهلي وهم يسجُرون تَنُّورَهم، فَلَفَفْتُها ثم ألقيتُها فيه، ثم أتيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "ما فَعَلتِ الرّيطة؟ " قلت: قد عرفتُ ما كرِهْتَ منها، فأتيتُ أهلي وهم يسجُرون تَنورهم فألقيتُها فيه. فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فهلا كَسَوْتَها بعضَ أهلك؟ " (٣).
(٣٨٢١) الحديث الثالث والسبعون بعد المائة: وبه:
أنّه حين هبط بهم في ثَنيّة أذاخِر، صلّى بهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى جَدْرٍ اتّخذه قِبْلَةً، فأقبلتْ بَهمةٌ تَمُرُّ بين يدي النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فما زال يُدارِئُها ويدنو من الجَدر، حتى نظرتُ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد لَصِقَ بالجَدر، ومَرَّت من خلفه (٤).
(٣٨٢٢) الحديث الرابع والسبعون بعد المائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا قتادة عن أبي ثُمامة الثّقفي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "توضَعُ الرّحِمُ يوم القيامة لها حُجنةً كحُجنة المِغْزَل، تَكَلَّمُ بلسانٍ طَلْق ذَلْق، فتَصِلُ من وَصَلَها، وَتَقْطَعُ من قَطعَها" (٥).
---------------
(١) ثنية أذاخر: موضع قريب من مكة.
(٢) الزيطة: الثوب الرقيق.
(٣) المسند ١١/ ٤٣٨ (٦٨٥٢). ومن طريق هشام بن الغاز أخرجه أبو داود ٤/ ٥٢ (٤٠٦٦)، وابن ماجة ٢/ ١١٩١ (٣٦٠٣)، وقريب منه في المستدرك ٤/ ١٩٠ من طريق عمرو بن شعيب، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. وحسّن إسناده المحقّقون والألباني.
(٤) المسند ١١/ ٤٣٩ (٦٨٥٢). ومن طريق هشام أخرجه أبو داود ١/ ١٨٨ (٧٠٨). وحسّن المحقّقون والألباني إسناده، وصحّحوه.
(٥) المسند ١١/ ٣٨٨ (٦٧٧٤). قال الهيثمي ٨/ ١٥٣: رجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي ثمامة الثّقفي، وثّقه ابن حبّان. وصحّح الحاكم إسناد الحديث من طريق حمّاد بن سلمة، ووافقه الذهبي ٤/ ١٦٢. وضعّف محقّقو المسند إسناد الحديث لجهالة أبي ثمامة.

الصفحة 465