كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 4)

إلا أن رماهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بحَصَياته، فما زِلْتُ أرى حَدَّهم كليلًا وأمرَهم مُدبرًا، حتى هزمَهم اللَّهُ تعالى. وكأنّي أنظُرُ إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يركُضُ خلفَهم على بغلته.
انفرد بإخراجه مسلم (١).
(٢٧٣٤) الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن إدريس - يعني الشافعي قال: أخبرنا عبد العزيز يعني ابن محمد، عن يزيد - يعني ابن الهاد عن محمد ابن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العبّاس بن عبد المطّلب:
أنّه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ذاق طعمَ الإيمان: مَنْ رَضِيَ باللَّه ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا".
انفرد بإخراجه مسلم (٢).
(٢٧٣٥) الحديث السابع: حديث خصومة علي والعبّاس إلى عمر، في أموال بني النّضير، وسيأتي في مسند عثمان، وهو يدخل في مسانيدَ، على ما بيّنّاه هناك، فاكتفينا بذكره (٣).
(٢٧٣٦) الحديث الثامن: حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدّثنا قيس بن الربيع قال: حدّثني عبد اللَّه بن أبي السفر عن ابن شُرَحْبيل عن ابن عبّاس عن العَبّاس قال:
دخلْتُ على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعنده نساءٌ، فاستتَرْن منّي إلا ميمونة (٤)، فقال: "لا يبقى في البيت أحدٌ شهد اللَّدَّ (٥)، إلا لُدَّ، إلا أن يميني لم تُصِبِ العبّاس".
ثم قال: "مُروا أبا بكر أن يُصَلِّيَ بالناس" فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل إذا قام ذلك المقام بكى. قال: مُروا أبا بكر ليُصَلِّ بالناس" فقام فصلّى، فوجد النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خِفَّةً، فجاء أبو بكر، فأراد أن يتأخَّر، فجلس إلى جنبه ثم اقترأ (٦).
---------------
(١) المسند ٣/ ٢٩٦ (١٧٧٥)، ومسلم ٣/ ١٣٩٨ (١٧٧٥).
(٢) المسند ٣/ ٢٩٩ (١٧٧٨)، ومسلم ١/ ٦٢ (٣٤) من طريق عبد العزيز بن محمد.
(٣) المسند ٣/ ٣٠٠ (١٧٨). وينظر (٣٢٩٨، ٥٢٦٧).
(٤) زاد في أبي يعلى "فدُقّ له سَعْطة فلُدَّ".
(٥) لُدّ المريض: سقي من أحد شِقّي فمه للعلاج.
(٦) المسند ٣/ ٣٠٣ (١٧٨٤)، ومسند أبي يعلى ١٢/ ٦٢ (٦٧٠٤) من طريق قيس. قال الهيثمي ٥/ ١٨٤: وفيه قيس بن الربيع، وثّقه شعبة والثوري، وبقيّة رجاله ثقات. وذكر محقّقو المسند شواهده.

الصفحة 8