كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

(٣٨٩٩) الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني يزيد ابن خصيفة عن بُسْر بن سعيد عن أبي سعيد الخدريّ قال:
كنت في حَلقة من حِلَق الأنصار، فجاء أبو موسى كأنَّه مذعور، فقال: إن عمر أمرَني أن آتيه فأتَيْتُه، فاستأذنْتُ ثلاثًا فلم يؤذن [لي فرجَعْتُ، وقد قال ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من استأذنَ ثلاثًا فلم يؤذن] (١) له فليرجع". فقال: لَتَجِئْني ببينة وإلّا أوْجَعْتك. فقام أبو سعيد معه، فشهد.
أخرجاه (٢).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن ابن جُريج عن عطاء عن عُبيد بن عُمير:
أن أبا موسى استأذن [على] عمر ثلاث مرَّات فلم يُؤذن له، فرجع، فقال: ألم أسمع صوت عبد اللَّه بن قيس آنِفًا؟ قالوا: بلى. قال: فاطلبوه. فدُعي، فقال: ما حملك على ما صنعْتَ؟ قال: استأذنْتُ ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعْتُ، كُنّا نؤمر بهذا. فقال: لتأتينّ عليه بالبيّنة أو لأفعلنّ. فأتى مجلسًا أو مسجدًا للأنصار، فقالوا: لا يشهد لك إلّا أصغرُنا. فقام أبو سعيد الخدريّ فشهِدَ له. فقال عمر: خَفي هذا عليَّ من أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ألهاني عنه الصَّفْق بالأسواق (٣).
(٣٩٠٠) الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حمّاد بن أُسامة عن بُرَيد ابن عبد اللَّه بن أبي بردة عن جدّه أبي بُردة عن أبي موسى قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ الخازن الأمينَ الذي يُعطي ما أُمِرَ به كاملًا مُوَفَّرًا، طيّبةً به
---------------
(١) سقط ما بين معقوفين من المخطوط، كما حدث سقط آخر، أو اختصار من المؤلّف، وفيه: أن أُبيّ بن كعب قال: لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فقال أبو سعيد: فكنت أصغر القوم، فقمت معه فشهدت أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال. . . .
(٢) المسند ١٧/ ٧٤ (١١٠٢٩) في مسند أبي سعيد. والحديث من طريق سفيان في البخاري ١١/ ٢٦ (٦٢٤٥)، ومسلم ٣/ ١٦٩٤ (٢١٥٣). وينظر الجمع ٣/ ٤٤٥ (١٧٦٠) مسند أبي سعيد.
(٣) المسند ٤/ ٤٠٠. والبخاري ١٣/ ٣٢٠ (٧٣٥٣)، ومسلم ١٣/ ١٦٩٥ (٢١٥٣) ولم ينبه المؤلّف على إخراج الشيخين له.
والصّفق بالأسواق: الاشتغال بالتجارة.

الصفحة 10