كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

يُقَحِّمونهم في النّار، ثم يأتينا ربُّنا عزّ وجلّ على مكان رفيع فيقول: من أنتم؟ نقول: نحن المسلمون. فيقول: ما تنتظرون؟ فنقول: ننتظرُ ربَّنا عزّ وجلّ. فيقول: وهل تعرفونه إنْ رأيْتُمُوه؟ فيقولون: نعم. فيقول: كيف تعرفونه ولم تَرَوه؟ فيقولون: نعم، إنّه لا عِدْلَ له. فيتجلّى لنا ضاحكًا، فقال: أبشِروا معشرَ المسلمين، فإنّه ليس معكم أحدٌ إلّا جَعَلْتُ في النّار يهوديًا أو نصرانيًا مكانه" (١).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة النضر بن إسماعيل يعنى القاصّ قال: حدّثنا بُريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا كان يومُ القيامة لم يَبْقَ مؤمن إلّا أُتي بيهوديٍّ أو نصرانيٍّ حتى يُدْفَعَ إليه، فيقال له: هذا فداؤك من النّار".
قال أبو بُردة: فاستحلَفَني عمر بن عبد العزيز باللَّه الذي لا إله إلّا هو: أسَمِعْت أباك يذكره عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: قلتُ: نعم. فسُرَّ بذلك عمر.
انفرد بإخراجه مسلم (٢).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن سابق قال: حدّثنا ربيع النَّصريّ عن معاوية بن إسحق عن أبي بُردة قال: حدّثني أبى:
أنّه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ هذه الأُمَّةَ مرحومة، جَعلَ اللَّهُ عذابَها بينَها، فإذا كان يوئم القيامة دَفَعَ إلى كلّ رجل منهم رجلًا من أهل الأديان، فيقال: هذا فداؤك من النّار" (٣).
---------------
(١) المسند ٤/ ٤٠٧. وفي إسناده ضعف: فعليّ بن زيد ضعيف، وعُمارة القرشي في مجهول. وقال ابن كثير عن الحديث في الجامع ١٤/ ٦٢٤ (١٢٣٦٩): تفرّد به. وذكر الألباني الحديث في الصحيحة ٢/ ٣٨٣ (٧٥٥)، وضعّف إسناده، ولكنه صحّحه بشواهده.
(٢) المسند ٤/ ٤٠٢ وشيخ أحمد ليس بالقويّ. التقريب ٢/ ٦٢٢. ولكنه متابع. ومن طرق عن أبي بردة في مسلم ٤/ ٢١١٩، ٢١٢٠ (٢٧٦٧).
(٣) المسند ٤/ ٤٠٨. وربيع النصري أبو سعيد مجهول - التعجيل ١٢٦.

الصفحة 27