كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

وفي بعض الألفاظ: وقد كان يُركب فيما دونها إلى المدينة (١).
(٣٩٤٤) الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا سعيد عن قتادة عن سعيد بن أبي بُردة عن أبي بُردة عن أبيه:
أنّ رجلين اختصما إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في دابّة، ليس لواحدٍ منهما بيّنة. فجعلها بينهما نصفين (٢).
(٣٩٤٥) الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نُمير قال: حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن أبي علي رجل من بني كاهل قال:
خَطَبَنا أبو موسى الأشعريّ فقال: أيُّها النّاس اتَّقُوا هذا الشرك، فإنّه أخفى من دبيب النمل. فقام عبد اللَّه بن حَزن وقيس بن المُضارب فقالا: واللَّه لَتَخْرُجَنَّ ممّا قلتَ أو لَنَأْتِيَنَّ عمر، مأذون لنا أو غير مأذون. قال: بل أخرج ممّا قلتُ:
خطبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذاتَ يوم فقال: "أيُّها النّاس، اتَّقوا هذا الشركَ، فإنَّه أخفى من دبيب النمل". فقال له من شاء اللَّه أن يقول: فكيف نتّقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول اللَّه؟ قال: "قولوا: اللهمّ إنَا نعوذُ بك أن نُشرِكَ بك شيئًا نَعْلَمُه، ونستغفرُك ممّا لا نَعلم" (٣).
---------------
(١) وهذه في البخاري - الموضع السابق.
(٢) المسند ٤/ ٤٠٢. ومن طريق سعيد عن قتادة في النسائي ٨/ ٢٤٨، وأبي داود ٣/ ٣١٠ (٣٦١٣) وشرح المشكل ١٢/ ٢٠٢ (٤٧٥١). وعن سفيان عن قتادة في سنن ابن ماجة ٢/ ٧٨٠. وصحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. ومن طريق همّام عن قتادة روي: أن كلّ واحد منهما أقام شاهدين - المستدرك ٤/ ٩١، وهذه الأخيرة في سنن أبي داود ٣/ ٣١٠ (٣٦١٥)، وأبي يعلى ١٣/ ٢٦٨ (٧٢٨٠)، وشرح المشكل ١٢/ ٢٠٤ (٤٧٥٤). قال الحاكم: وقد خالف همّام بن يحيى سعيد بن أبي عروبة في متن هذا الحديث. وأشار الذهبي إلى رواية همّام، وصحّحها على شرط الشيخين. ورجّح الطحاويّ في شرح المشكل ١٢/ ٢٠٦ رواية همام، وضعّف الألباني الروايات كلّها.
(٣) المسند ٤/ ٤٠٣. وأبو علي الكاهليّ مجهول - ذكره في التعجيل ٥٠٧. وأخرج الحديث الطبراني في الأوسط ٤/ ٢٨٤ (٣٥٠٣) وقال: لم يروه عن عبد الملك بن أبي سليمان إلا ابن نمير، ولا يروى عن أبي موسى إلا من هذا الوجه. وقال الهيثمي ١٠/ ٢٢٦: ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي علي، ووثّقه ابن حِبّان.

الصفحة 29