كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة رخّصَها اللَّهُ له، فلن يُقْبَلَ منه الدّهرُ كلُّه" (١).
(٤٧٨٧) الحديث الرابع والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شُعيب قال: حدّثنا أبو الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يدخلُ أحدٌ الجنّة إلا أُرِيَ مَقْعَده من النّار لو أساء، ليزداد شُكرًا. ولا يدخلُ أحدٌ النّار إلّا أُري مقعدَه من الجنّة لو أحسن، ليكون عليه حسرة".
انفرد بإخراجه البخاري (٢).
(٤٧٨٨) الحديث الخامس والخمسون بعد الأربعمائة: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تَلَقَّوا الرُّكبانَ، ولا يَبعْ بعضُكم على بيع بعض، ولا تناجَشُوا، ولا يبعْ حاضرٌ لبادِ، ولا تصَرُّوا الغنم. ومن ابتاعها فهو بخير النَّظَرين (٣) بعد أن يَحْلِبَها: إنّ رَضِيَها أمسكها، وَإن سَخِطَها ردّها وصاعًا من تمر".
أخرجاه (٤).
---------------
(١) المسند ١٤/ ٥٥٤ (٩٠١٤)، ومن طريق شعبة أخرجه أبو داود ٢/ ٣١٤ (٢٣٩٦). وأخرجه ابن ماجة ١/ ٥٣٥ (١٦٧٢) والترمذي ٣/ ١٠١ (٧٢٣) من طريق حبيب عن أبي المطوّس - دون ذكر عمارة. وقال الترمذي: لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وسمعْتُ محمدًا [البخاري] يقول: أبو المطوّس اسمه يزيد بن المطوّس، لا أعرف له غير هذا الحديث.
وأخرج ابن خزيمة الحديث ٣/ ٢٣٨ (١٩٨٧) من طريق شعبة به. ثم قال: قال شعبة: قال حبيب: فلقيتُ أبا المطوّس فحدّثني به. فاتّضح أنّ شعبة رواه عن حبيب وعن أبي المطوّس. قال ابن خزيمة: . . إن صحّ الخبر، فإني لا أعرف ابن المطوّس ولا أباه، غير أن حبيب بن أبي ثابت قد ذكر أنّه لقي أبا المطوّس.
وقد علّق البخاري الحديث في باب "إذا جامع في رمضان" ٤/ ١٦٠ قال: ويُذكر عن أبي هريرة رفعه: "من أفطر. . ". . . وبعد أن ذكر ابن حجر من وصل الحديث وقول البخاري في أبي المطوّس، وتفرّده بهذا الحديث، وتشكيكه في سماع أبي المطوّس من أبي هريرة أم لا، قال: فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوّس، والشكّ في سماع أبيه من أبي هريرة. ومال المحقّقون إلى تضعيف الحديث.
(٢) البخاري ١١/ ٤١٨ (٦٥٦٩)، والمسند ١٦/ ٥٧٨ (١٠٩٨٠) من طريق أبي الزِّناد.
(٣) التصرية: جمع اللبن في الضرع أيامًا ليوهم المشتري بغزارته.
(٤) البخاري ٤/ ٣٦١ (٢١٥٠)، ومن طريق مالك في مسلم ٣/ ١١٥٥ (١٥١٥)، والمسند ١٦/ ٦١ (١٠٠٠٤).

الصفحة 401