اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا أجرَ له" فأعْظَمَ الناسُ ذلك، وقالوا للرجل: عُدْ لرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، لعلَّه لم يفهم، فعاد فقال: يا رسول اللَّه، الرجل يريد الجهاد في سبيل اللَّه وهو يبتغىِ عَرَض الدّنيا. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا أجرَ له". [(١) ثم عاد الثالثة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا أجر له"] (٢).
(٤٧٩٧) الحديث الرابع والستون بعد الأربعمائة: وبه (٣) عن ابن أبي ذئب عن الزُّهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا شَهِد جنازةً سأل: "هل على صاحبكم دَين؟ " فإن قالوا: نعم، قال "هل له من وفاء؟ " فإن قالوا: نعم، صلَّى عليه، وإن قالوا: لا، قال: "صلُّوا على صاحبِكم". فلمّا فتحَ اللَّهُ عليه الفتوحَ قال: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك دَينًا فعَليّ، ومن ترك مالًا فلورثته".
أخرجاه (٤).
(٤٧٩٨) الحديث الخامس والستون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا المسعوديّ عن عاصم بن كُليب عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خرجْتُ إليكم وقد بُيِّنَت لي ليلةُ القدر ومَسيحُ الضَّلالة، فكان تلاحٍ (٥) بين رجلين بِسُدَّة المسجد، فأتيتُهما لأحْجِزَ بينهما فأُنْسِيتُها، وسأشدو (٦) لكم منها شَدوًا: أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخرِ وِترًا. وأما مسيح الضلالة فإنّه أعورُ
---------------
(١) ما بين المعقوفين من المسند والمصادر.
(٢) المسند ١٣/ ٢٧٧ (٧٩٠٠). ورجاله ثقات غير ابن مكرز، واختلف في اسمه، وسمّاه ابن حجر في التقريب ١/ ٦٤ أيوب، وقال عنه: مستور. ومن طريق ابن أبي ذئب أخرج أبو داود الحديث ٣/ ١٤ (٢٥١٦)، وصحّحه ابن حبّان ١٠/ ٤٩٤ (٤٦٣٧)، وصحّح الحاكم إسناده ٢/ ٨٥، ووافقه الذهبي، وليس في سندهما "القاسم ابن عبّاس". وحسّنه محقّقو المسند لغيره. وقال عنه الألباني في صحيح أبي داود: حسن.
(٣) أي عن يزيد.
(٤) المسند ١٣/ ٢٧٦ (٧٨٩٩)، ومسلم ٣/ ١٢٣٧ (١٦١٩) من طريق ابن أبي ذئب، والبخاري ٤/ ٤٧٧ (٢٢٩٨) من طريق الزهري.
(٥) التلاحي: الخصام والجدال.
(٦) شدا: ذكر شيئًا عن الموضوع.