كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣] شقّت على المسلمين وبلغت منهم ما شاء اللَّه أن تبلُغَ، فشكَوا ذلك إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قاربوا وسدِّدوا، فكلُّ ما يُصابُ به المسلمُ كفّارةٌ، حتى النكبة يُنْكَبُها والشوكةِ يُشاكُها" (١).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا زهير بن محمد عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة وأبي سعيد:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ما يُصيبُ المؤمنَ من وَصَب ولا نَصَبٍ ولا هَمٍّ ولا حَزَنٍ ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكةِ يُشاكها، إلّا كفَّر اللَّهُ من خطاياه" (٢).
(٤٨٣٠) الحديث السابع والتسعون بعد الأربعمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل (٣) بن أميَّة عن أبي محمد بن عمرو بن حُرَيث العُذْريّ عن جدّه قال: سمعتُ أبا هريرة يقول:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا صلّى أحدُكم فليجعلْ تِلقاءَ وجهِه شيئًا، فإن لم يجد فَلينصِبْ عصًا، فإن لم يكن معه عصًا فَلْيَخُط خَطًّا ولا يضُرُّه ما مرّ بين يدَيه" (٤).
إسماعيل بن أمية لم يسمع منه أحمد، إنما لقي أصحابه.
---------------
(١) المسند ١٢/ ٣٤١ (٧٣٨٦)، ومسلم ٤/ ١٩٩٣ (٢٥٧٤) بالإسناد نفسه، ولم ينبّه عليه كسابقه.
(٢) المسند ١٣/ ٣٩٧ (٨٠٢٧). وإسناده صحيح، ورجاله ثقات. وقد أخرجه مسلم ٤/ ١٩٩٢ (٢٥٧٣) من طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد وأبي هريرة. وسيكرّره المؤلّف ابن الجوزي (٤٩٢٦).
(٣) هكذا وقع في الأصل على أنّه من رواية أحمد عن إسماعيل بن أميّة، ثم علّق المؤلّف بأن أحمد لم يلق إسماعيل. والذي في المسند - في المواضع المختلفة لم يروه أحمد عن إسماعيل بن أميّة. وينظر الأطراف ٧/ ١٤٧ (٩٠٢١).
(٤) المسند ١٢/ ٣٥٤ (٧٣٩٢) من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل. ومثله في ابن ماجه ١/ ٣٠٣ (٩٤٣)، وصحيح ابن خزيمة ٣/ ١٣ (٨١١)، وصحيح ابن حبّان ٦/ ١٢٥ (٢٣٦١). وقد أخرجه أبو داود ١/ ١٨٣ (٦٨٩) من طريق بشر بن المفضل عن إسماعيل، ثم (٦٩) عن سفيان عن إسماعيل. قال: قال سفيان: لم نجد شيئًا نشدُّ به هذا الحديث ولم يجىء إلّا من هذا الوجه. . . وأطال المحقّقون الحديث عنه، وضعّفوا إسناده لاضطرابه وجهالة أبي محمد بن عمرو بن حريث. وضعّفه الألباني.

الصفحة 417