كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تَحاسَدوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا يَبعْ أحدُكم على بيع أخيه، وكونوا عبادَ اللَّه إخوانًا. المسلمُ أخو المسلم، لا يَظْلِمُه ولا يَحْقِرُه، ولا يَخْذلُه. التَّقْوى ها هنا -وأشار بيده إلى صدره ثلاث مرَّات- حَسْبُ امرىءٍ مسلم من الشَّرِّ أَن يَحْقِرَ أخاه المسلمَ. كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمُه وماله وعِرضه" (١).
(٤٨٦٩) الحديث السادس والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو يعلمُ النَّاسُ ما في النّداء والصفِّ الأوّل لاستهموا عليهما. ولو يعلمون ما في التّهجير لاستبقوا إليه. ولو يعلمون ما في العَتَمة والصُّبح لأتَوهما ولو حَبوًا".
فقلت لمالك: أما يُكْرَهً أن يقولَ: العَتَمة؟ فقال: هكذا قال الذي حدّثني.
أخرجاه (٢).
(٤٨٧٠) الحديث السابع والثلاثون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن أشعث بن عبد اللَّه عن شَهر بن حَوشب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ الرجلَ ليعملُ بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حافَ في وصيّته، فيُخْتَمُ له بشرِّ عمله فيدخلُ النّار. وإن الرجل ليعملُ بعمل أهل الشرّ سبعين سنة فيعدل في وصيّته، فيُختمُ له بخير عمله فيدخل الجنّة".
قال: ثم يقول أبو هريرة. واقرأوا إن شِئْتُم: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ. .} إلى قوله: {. . عَذَابٌ مُهِينٌ} (٣) [النساء: ١٣، ١٤].
---------------
(١) المسند ١٣/ ١٥٩ (٧٧٢٧). ومن طريق القعنبي عن داود أخرجه مسلم ٤/ ١٩٨٦ (٢٥٦٤). والحديث جعله الحميدي للشيخين ٣/ ٢٢٨ (٢٤٨٤) ففيه بعض الألفاظ المشتركة بينهما.
(٢) المسند ١٣/ ١٦٦ (٧٧٣٨)، ومن طريق مالك في البخاري ٢/ ٩٦ (٦١٥)، ومسلم ١/ ٣٢٥ (٤٣٧) وليس عندهما: فقلت لمالك. . . .
(٣) المسند ١٣/ ١٦٧ (٧٧٤١). وفي إسناده شهر، كثير الإرسال والأوهام - التقريب ١/ ٢٤٧. وأخرجه ابن ماجة ٢/ ٩٠٢ (٢٧٠٤)، وضعّف الألباني ومحقّقو المسند الحديث.

الصفحة 432