كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

ما كان لنا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- طعامٌ إلّا الأسودين: التمر والماء (١).
(٤٩٣٢) الحديث التاسع والتسعون بعد الخمسمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا شعبة عن أبي بَلْج يحيى بن أبي سُلَيم قال: سمعْت عمرو بن ميمون عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَن سرَّه أن يَجِدَ طعمَ الإيمان فلْيُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلّا للَّه عزّ وجلّ" (٢).
(٤٩٣٣) الحديث الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة:
عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ عفريتًا من الجنّ تَفَلّتَ عليَّ البارحة لِيَقْطَعَ عليّ صلاتي، فأمكنَني اللَّه عزّ وجلّ منه فذَعَتُّه، وأَرَدْتُ أن أربِطَه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تُصبحوا فتنظروا إليه كلُّكم أجمعون، فذكرتُ دعوة أخي سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: ٣٥] فردَدْتُه خاسئًا".
أخرجاه (٣).
ومعنى ذَعَتُّه: خَنَقْتُه.
(٤٩٣٤) الحديث الحادي بعد الستمائة: وبه:
---------------
(١) المسند ١٣/ ٣٤٢ (٧٩٦٢)، وصحيح ابن حبّان ١٣/ ١٢١ (٥٨٠٥). وداود مختلف فيه، وسائر رجاله ثقات، وحسّن المحقّقون إسناد الحديث، وصحّحوه لغيره.
وروي الحديث في ابن حبّان ٢/ ٤٧٨ (٦٨٣) من طريق شعبة، وفيه: "إلا الأسودان"، وهي وجه.
(٢) المسند ١٣/ ٣٤٦ (٧٩٦٧) ورجاله رجال الصحيح عدا أبا بلج، روي له أصحاب السنن، قال عنه ابن حجر، التقريب ٢/ ٧٠٢: صدوق، ربما أخطأ. وقد أخرجه الحاكم من طريق شعبة ١/ ٣ وقال: هذا حديث لم يخرج في الصحيحين، وقد احتجا جميعًا بعمرو بن ميمون عن أبي هريرة، واحتجّ مسلم بأبي بلج، وهو حديث صحيح لا يُحفظ له علّة. قال الذهبي عن أبي بلج: لا يُحتجّ به، وقد وُثّق، وقال البخاري: فيه نظر.
وقد روى الشيخان عن أنس: "ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة (طعم) الإيمان" منها: "أن يحبّ المرءَ لا يُحبّه إلا للَّه" الجمع ٢/ ٥٥٢ (١٩٠٩)
(٣) المسند ١٣/ ٣٤٩ (٧٩٦٩)، والبخاري ١/ ٥٥٤ (٤٦١)، ومسلم ١/ ٣٨٤ (٥٤١).

الصفحة 455