كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من آمنَ باللَّه ورسوله، وأقام الصلاةَ، وصام رمضانَ، فإنّ حقًّا على اللَّه عزّ وجلّ أن يُدْخِلَه الجنّة، هاجرَ في سبيل اللَّه أو جلس في أرضه التي وُلد فيها، قالوا: يا رسول اللَّه، أفلا نُنَبِّىءُ النّاسَ بذلك"؟ قال: "إنّ في الجنّة مائةَ درجَة، أعلاها للمجاهدين في سبيله، وما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألْتُمُ اللَّه عزّ وجلّ فسَلُوه الفِردَوس، فإنّها أوسطُ الجنّة وأعلاها، وفوقه عرشُ الرحمن عزّ وجلّ، ومنه تَفَجّرُ أنهارُ الجنّة" (١).
(٤٩٦٦) الحديث الثالث والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث عن يزيد - يعني ابن الهاد عن عمرو بن قُهيد بن مُطَرّف الغِفاريّ عن أبي هريرة قال:
جاء رجل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، أرأيتَ إنّ عُدِي على مالي؟ . قال: "انْشُدِ اللَّهَ"، قال: فإن أبَوا عليّ؟ قال: "انْشُدِ اللَّهَ" قال: فإن أبَوا عليّ؟ قال: "انْشُد اللَّه" قال: فإن أبَوا عليَّ؟ قال: "قاتِلْ، فإن قُتِلْتَ ففي الجنّة، وإن قَتَلْتَ ففي النّار" (٢).
(٤٩٦٧) الحديث الرابع والثلاثون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس قال: حدّثنا ليث عن محمد بن عجلان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يجتمعان في النّار اجتماعًا يَضُرُّ أحدَهما: مسلمٌ قتل كافرًا، ثم سدّد المسلمُ وقاربَ. ولا يجتمعان في جوف عبد: غبارٌ في سبيل اللَّه، ودخانُ
---------------
(١) المسند ١٤/ ١٨٠ (٨٤٧٤)، والحديث في صحيح البخاري ٦/ ١١ (٢٧٩٠) من طريق فليح عن هلال عن عطاء - دون ذكر عبد الرحمن بن أبي عمرة. ورجّح ابن حجر ومحقّقو المسند أن الصواب عن فليح عن هلال. وينظر المسند ١٤/ ١٤٣، ١٤٤.
(٢) المسند ١٤/ ١٨٠ (٨٤٧٥). والحديث عند ابن حجر في الأطراف ٧/ ٤٣٠، والإتحاف ١٥/ ٤٣٩ عن عمرو ابن قهيد. وفي التحفة ١٠/ ٢٩١: عمرو بن قهيد بن مطرّف، ويقال: قهيد بن مطرّف، وقد وهم محقّقو المسند من قال: عن عمرو بن قهد، وأن الصواب عن عمرو عن قهيد. . . وصحّحوا الحديث. وقد أخرجه النسائي مرّتين ٧/ ١١٤ من طريق الليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن قهيد، وفي الثانية: عن قهيد دون ذكر: عمرو. وصحّحه الألباني.
ومعنى: "وإن قَتَلْتَ ففي النّار" أي المقتول العادي عليك في النّار.

الصفحة 468