كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

ويتركَ المِراءَ وإن كان صادقًا" (١).
(٤٩٩٩) الحديث السادس والستون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا الماجشون عن عبد اللَّه بن دينار عن أبي صالح السّمّان عن أبي هريرة:
أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا عَطَسَ أحدُكم فيلقل: الحمدُ للَّه، فإذا قال: الحمدُ للَّه، قال له أخوه: يَرْحَمُك اللَّهُ، فإذا قيل له: يَرْحَمُك اللَّه، فليقلْ: يَهديكم اللَّهُ ويُصْلحُ بالكم" (٢).
(٥٠٠٠) الحديث السابع والستون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد قال: حدّثنا علي بن زيد عن أبي الصلت عن أبي هريرة قال:
قأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيُت ليلةَ أُسْرِيَ بي لمّا انتَهْينا إلى السماء السابعة، فنظرت فوقي فإذا أنا برعدٍ وبرق وصواعقَ، فأَتَيتُ على قوم بطونُهم كالبيوت، فيها الحيّاتُ تُرى من خارج بطونهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أَكَلة الرّبا. فلما نزلْتُ إلى السماء الدُّنيا نظرتُ إلى أسفل مني فإذا أنا برَهْجٍ (٣) ودخان وأصوات، فقلتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الشياطين يَحْرِفون على أعين بني آدم: أن لا يتفكّروا في ملكوت السموات والأرض، ولولا ذلك لرأَوا العجائب" (٤).
---------------
(١) المسند ١٤/ ٢٧٨ (٨٦٣٠). وهو في المعجم الأوسط ٦/ ٤٨ (٥٠٩٩) من طريق عبد العزيز (كتب خطأ: عبد الرحمن) بن أبي سلمة به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلّا منصور بن آذين، تفرّد به عبد العزيز بن أبي سلمة.
وقال الهيثمي في المجمع ١/ ٩٧: رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، وفيه منصور بن آذين، ولم أرَ من ذكره. وجعل ابن حجر في التعجيل ٤١٢ إسناد الحديث منكرًا: وذلك أن مكحولًا لم يسمع من أبي هريرة، وأن منصورًا مجهول. ولكن له شواهد. وهو في الترغيب ٣/ ٥٦١ (٤٣٢٨) وحسّنه المحقّقون بشواهده. وينظر تخريج محقّقي المسند.
(٢) المسند ١٤/ ٢٧٩ (٨٦٣١). وهو في البخاري ١٠/ ٦٠٨ (٦٢٢٤) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة ولم ينّبه عليه. وحُجين من رجال الشيخين.
(٣) الرّهج: الغبار.
(٤) المسند ١٤/ ٢٨٥ (٨٦٤٠) وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، ابن جدعان. وجهالة أبي الصلت كما قال ابن حجر - التقريب ٢/ ٧٣٣. وأخرج ابن ماجة ٢/ ٧٦٣ (٢٢٧٣) من طريق حمّاد بن سلمة الحديث مقتصرًا على قصة رؤية أكلة الربا. ونقل المحقّق عن البوصيري تضعيفه لعليّ بن زيد. وفي المجمع ٤/ ١٢٠ أعلّه بعلي بن زيد. وقد ضعّف محقّقو المسند إسناده.

الصفحة 478