كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

(٥٠٠٩) الحديث السادس والسبعون بعد الستمائة: وبه: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة:
عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَثَلُ البخيل والمُتَصَدِّق مَثَلُ رجلين عليها جُنّتان من حديد، اضْطرَّتْ أيديهما إلى تراقيهما، فكلّما همَّ المُتَصَدِّق بصدقة اتّسعت عليه حتى تُعَفِّيَ أَثَرَه، وكلّما همّ البخيل بصدقة انقبضت عليه كلّ حَلْقة منها إلى صاحبتها وتقلّصَت عليه، فيَجْهَدُ أن يُوَسِّعَها فلا تَتَّسِع".
أخرجاه (١).
ومعنى تُعَفّي أثره: أي تستر جميع بدنه.
(٥٠١٠) الحديث السابع والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: حدّثنا أبو حَصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تَحِلُّ الصَّدَقةُ لغَنِيٍّ ولا لذي مِرّة سَوِيّ" (٢).
(٥٠١١) الحديث الثامن والسبعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا ذوّاد أبو المنذر عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال:
ما هجَّرْتُ إلّا وجدْت النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلّي. قال: فصلَّى ثم قال: "اشْكَنْب دَرْد" قلت: لا. قال: "قُمْ فصَلِّ، فإنّ في الصلاة شِفاءً" (٣).
هذا الحديث قد رُوي من طرقٍ مدارُها على ليث، وكان قد اختلط في آخر عمره. قال
---------------
(١) المسند ١٥/ ٢٤ (٩٠٥٧). ومن طريق وهيب في البخاري ٣/ ٣٠٥ (١٤٤٣)، ومسلم ٢/ ٧٠٩ (١٠٢١). والمِرّة: الشدّة والقوّة.
(٢) المسند ١٥/ ٢٦ (٩٠٦١). ومن طريق أبي بكر أخرجه ابن ماجة ١/ ٥٨٩ (١٨٣٩)، والنسائي ٥/ ٩٩، وأبو يعلى ١١/ ٢٨٦ (٦٤٠١)، وصحّحه ابن حبّان ٨/ ٨٤ (٣٢٩٠). وله طرق أخر عن أبي هريرة ذكرها المحقّقون، وقد صُحّح.
(٣) المسند ١٥/ ٢٨ (٩٠٦٦). ومن طريق ذوّاد أخرجه ابن ماجة ٢/ ١١٤٤ (٣٤٥٨) وعن الزوائد أن ليث بن أبي سليم وذوّاد ضعيفان. وقد جمع المؤلّف ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/ ١٧٦، ١٧٧ (٢٦٩ - ٢٧٤) طرق وروايات الحديث، ولم يصحّحها. وينظر الكامل ٣/ ١٢٢، والميزان ٢/ ٣٢، وتخريح محقّقي المسند للحديث.

الصفحة 482