كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 5)

يا رسول اللَّه؟ " قال: "الأنبياء إخوةٌ من عَلّات، أُمّهاتُهم شتّى، ودينُهم واحد، وليس بيننا نبيٌّ".
أخرجاه (١).
ومعنى عَلّات: أنّ أمهاتهم مختلفة والدّين واحد.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا همّام قال: أخبرنا قتادة عن عبد الرحمن ابن آدم عن أبي هريرة:
أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الأنبياء إخوة لِعَلّات، أمّهاتُهم شَتَّى ودينُهم واحد، وإنّي أولى النّاس بعيسى بن مريم، لأنّه لم يكن بيني وبينه نبيٌّ، وإنّه نازل، فإذا رأيْتُموه فاعرفوه: رجلٌ مربوعٌ، إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان مُمَصَّران، رأسُه يَقْطُرُ وإن لم يُصِبْه بَلَلٌ، فيَدُقُّ الصليبَ، ويقتلُ الخنزير، ويضع الجِزيةَ، ويدعو النّاس إلى الإسلام، فيُهْلِكُ اللَّهُ في زمانه المِلَلَ كلَّها إلّا الإسلام [ويُهلك اللَّهُ في زمانه المسيحَ الدّجّال، ثم تقع الأَمَنةَ على الأرض، حتى] تَرْتَعَ الأُسودُ مع الإبل، والنِّمارُ مع البقر، والذِّئابُ مع الغنم، ويلعبَ الصِّبيان بالحيّات فلا تَضُرُّهم، فيمكُثُ أربعين سنة ثم يُتَوَفّى، ويُصلّي عليه المسلمون" (٢).
المُمَصَّر من الثياب: الذي فيه صفرة خفيفة (٣).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا معمر عن الزّهري عن ابن المسيِّب عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، ليوشِكُ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريم حَكَمًا
---------------
(١) المسند ١٣/ ٥٤٤ (٨٢٤٨)، ومسلم ٤/ ٨٣٧ (٢٣٦٥). وأخرجه البخاري ٦/ ٤٧٧، ٤٧٨ (٣٤٤٢، ٣٤٤٣) من طرق عن أبي سلمة، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعطاء بن يسار، كلّهم عن أبي هريرة.
(٢) ما بين المعقوفين سقط من المخطوطة.
(٣) المسند ١٥/ ١٥٣ (٩٢٧٠). وصحّح إسناده الحاكم ٢/ ٥٩٥، ووافقه الذهبي. ومن طريق همّام أخرجه أبو داود ٤/ ١١٧ (٤٣٢٤)، وابن حبّان ١٥/ ٢٣٣ (٦٨٢١). وقال ابن حجر في الفتح ٦/ ٤٩٣: وروى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من طريق عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة. . . وصحّحه الألباني في الصحيحة ٥/ ٢١٤ (٢١٨٢). وصحّحه محقّقو المسند، ولكنهم نقلوا انقطاعًا بين قتادة وعبد الرحمن.

الصفحة 490