عادلًا، وإمامًا مُقْسِطًا، يكسِرُ الصَّليب، ويقتُلُ الخنزير، ويضع الجِزية، ويفيضُ المالُ حتى لا يقبلَه أحد".
أخرجاه (١).
(٥٠٣٢) الحديث التاسع والتسعون بعد الستمائة: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو بكر الحنفي قال: حدّثنا معاوية بن أبي مُزَرِّد قال: حدّثني عمّي سعيد أبو الحُباب قال: سمْعتُ أبا هريرة قال:
قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ اللَّه عزّ وجلّ لما خَلَقَ الخَلْقَ قامتِ الرَّحِمُ فأخذت بحَقْو الرحمن عزّ وجلّ وقالت: هذا مَقام العائذِ من القطيعة. فقال: أما تَرْضَين أن أصِلَ من وَصَلَك، وأقطعَ من قَطَعَك؟ اقرءوا إنّ شِئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (٢٣)} [محمد: ٢٢، ٢٣]
أخرجاه (٢).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا شعبة قال: أخبرني محمد بن عبد الجبار قال: سمعتُ محمد بن كعب القُرَظيّ يحدّث أنّه سمع أبا هريرة يقول:
سمعْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ الرَّحِمَ شِجنة من الرحمن، تقول: يا ربّ، إنّي قُطِعْتُ، يا ربّ، إنّي أُسِيءَ إليّ، يا ربّ، إنّي ظُلمْتُ، قال: فيجيبها: أما تَرْضَين أن أَصلَ من وصلَكِ، وأن أقطعَ من قَطَعَكِ؟ " (٣).
---------------
(١) المسند ١٣/ ١٠٧ (٧٦٧٩). ومن طريق ابن شهاب الزهري في البخاري ٤/ ٤١٤ (٢٢٢٢)، ومسلم ١/ ١٣٥ (١٥٥)، ومعمر والزهري من رجال الشيخين.
(٢) المسند ١٤/ ١٠٣ (٨٣٦٧). ومن طريق معاوية بن أبي مزرّد في البخاري ٨/ ٥٧٩ (٤٨٣٠)، ومسلم ٤/ ١٨٩٠ (٢٥٤٤). وأبو بكر الحنفي، عبد الكبير بن عبد المجيد من رجال الشيخين.
(٣) المسند ١٥/ ١٥٧ (٩٢٧٣)، وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن عبد الجبار، كما ذكر المحقّقون. وجعله ابن حجر مقبولًا - التقريب ٢/ ٥٣٣.
وقد أخرج البخاري بإسناده عن عبد اللَّه بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ الرحم شجنة من الرحمن، فقال اللَّه: من وصلك وصَلْتُه، ومن قطعكِ قَطَعْتُه". وله طريق متّفق عليها قريبة من هذه في الصحيحين. ينظر الجمع ٣/ ١٠٤ (٢٣٠٠).