كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 6)

(٣٧٢) مسند عِتبان بن مالك الأنصاريّ (١)
(٥٢٣٩) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد الزُّبيري قال: حدّثنا كثير ابن زيد عن المطّلب بن عبد اللَّه عن عِتبان - أو ابن عتبان الأنصاريّ قال:
قلتُ: أيْ نبيَّ اللَّه، إنّي كنتُ مع أهلي، فلما سمعتُ صوتَك أقْلَعْتُ فاغتسلت، فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الماءُ من الماء" (٢).
(٥٢٤٠) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن مَعمر عن الزهري عن محمود بن الرَّبيع عن عتبان بن مالك قال:
يا رسول اللَّه، إنّ السُّيولَ تحولُ بيني وبين مسجد قومي، فأحِبُّ أن تأتِيَني فتصلّيَ في مكان في بيتي أتَّخِذُه مسجدًا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سنفعل". قال: فلمّا أصبحَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- غدا على أبي بكر فاستَتْبَعَه، فلما دخل رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أين تريد؟ " فأشَرْتُ له إلى ناحية من البيت، فقام رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فصَفَفْنا خلفه، فصلّى ركعتين، وحَبَسْناه على خزيرٍ صَنَعْناه، فسمع أهلُ الدّار -يعني أهل القرية- فجعلوا يثوبون، فامتلأ البيت، فقال رجل من القوم: أين مالك بن الدُّخْشُم؟ فقال رجل: ذاك رجلٌ من المنافقين، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تقوله، يقول لا إله إلا اللَّه يبتغي [بها] وجه اللَّه؟ " قال: أما نحن فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تقوله، يقول لا إله إلا
---------------
(١) الطبقات ٣/ ٤١٥، والآحاد ٣/ ٤٧٠، ومعرفة الصحابة ٤/ ٢٢٢٥ ومعجم الصحابة ٢/ ٢٧١، والتهذيب ٥/ ٩٣، والإصابة ٢/ ٤٤٥.
وجعله الحميدي في المقدّمين بعد العشرة (٤٥) وليس له عند الشيخين إلّا حديث واحد. وأُخرج له عشرة أحاديث - التلقيح ٣٦٩.
(٢) المسند ٤/ ٣٤٢، في ترجمة عتبان بن مالك، أو ابن عتبان. وذكره ابن حجر في الأطراف مع عتبان، وإسناد الحديث منقطع، لأن المطّلب لم يسمع من الصحابة.
ولحديث "الماء من الماء" شواهد صحيحة.

الصفحة 22