كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 7)

رجلٌ آخر
(٦٨٥٥) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا الجريري عن أبي السَّليل قال:
وقف علينا رجلٌ في مجلسنا بالبقيع فقال: حدّثني أبي أو عمّي
ائه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبقيع وهو يقول: "من يتَصَدّقُ بصدقة أشهدُ له بها يوم
القيامة؟ " قال: فحَللتُ من عمامتي لَوثًا أو لَوثين (١) وأنا أريد أن أتصدّق بهما، فأدركني ما
يُدرك بني آدم (٢)، فعَقَدْتُ عليّ عمامتي، فجاء رجلٌ لم أر بالبقيع رجلًا أشدَّ سوادًا أصغرَ
منه، ولا أدَمَّ، ببعيرٍ ساقه، لم أرَ بالبقيع ناقةً أحسنَ منها، فقال: يا رسول الله، أصدقة؟
قال: "نعم" قال: دونك هذه الناقهَ. قال: فلمَزَه رجلٌ فقال: هذا يتصدّقَ بهذه، فو الله لهي
خيرٌ منه. قال: فسمعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "كَذَبْتَ، بل هو خيرَ منك ومنها". ثلاث
مرات.
ثم قال: "ويلٌ لأصحاب المئين من الإبل" قالوا: إلا مَنْ يا رسول الله؟ قال: "إلا من
قال بالمال هكذا وهكذا" وجمع بين كفّيه عن يمينه وعن شماله.
ثم قال: "قد أفلح المُزْهد المُجْهِد ثلاثًا- المُزِهُد في العيش المُجْهِد في العبادة" (٣).
* * * *
---------------
(١) اللوثة: اللفّة.
(٢) أي تراجع وبخل.
(٣) المسند ٥/ ٣٤. ولجهالة مَن بين أبي السليل ومن رأى النبي -صلي الله عليه وسلم-، فقد ضعّف إسناده. قال الهيثمي
٣/ ١٢٤: رواه أحمد، وفيه رجلٌ لم يُسَمَ.

الصفحة 435