كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 7)

رجلٌ
(٦٩٠٧) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو قال: حدّثنا زائدة عن الأعمش عن
أبي صالح عن بعض أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال:
قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لرجل: "كيف تقول في الصلاة؟ " قال: أتشهَّدُ ثم أقول: اللهمّ إنّي
أسائمك الجنّة وأعوذُ بك من النّار. أما إني لا أُحْسنُ دَنْدَنتك ولا دندنةَ مُعاذ. قال النبيُّ
-صلى الله عليه وسلم-: "حَوْلَها نُدَنْدِنُ" (١).
الدّندنة: أن يتكلّمَ الإنسانُ فتسمع نغمته ولا تَفهم كلامه.
****
رجلٌ
(٦٩٠٨) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى قال: أخبرني مالك عن سُمَي
عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن بعض أصحاب النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-:
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر الناس بالفطر عام الفتح، وقال: "تَقَوَّوا لعدوّكم" وصام رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال أبو بكر: قال الذي حدّثني: لقد رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعَرْج يَصُبُّ على رأسه
الماء من العطش أو من الحرّ، ثم قيل: يا رسول الله، إن طائفة من الناس قد صاموا حين
صُمتَ. فلما كان بالكديد دعا بقدح فشرب، فأفطر الناس (٢).
****
---------------
(١) المسند ٢٥/ ٢٣٤ (١٥٨٩٨). وصحّح المحقّقون إسناده. ومن طريق زائدة أخرجه أبو داود ١/ ٢١٠ (٧٩٢).
وأخرج ابن ماجة ١/ ١٩٥ (٩١٠) الحديث عن طريق جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. وقال
البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وصحّح الألباني الروايتين.
(٢) المسند ٢٥/ ٢٤١ (١٥٩٠٣). ومن طريق مالك أخرجه أبو داود ٢/ ٣٠٧ (٢٣٦٥). وصحّح الألباني
الحديث. وصحّح محقّقو المسند إسناده على شرط مسلم، وذكروا طرقه.
ونقل المحقّقون قول ابن عبد البر: هذا حديث مسند صحيح. ولا فرق بين أن يُسمّي التابعُ الصاحبَ الذي
حدّثه أولا يسمّيه في وجوب العمل بحديثه، لأن الصحابةَ كلَّهم عدول مرضيّون ثقات أثبات.

الصفحة 462