كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 7)

رجلٌ
(٦٩٣٠) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا زهير بن محمد عن يزيد بن يزيد
ابن جابر عن خالد بن اللَّجلاج عن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-:
أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عليهم ذاتَ غداة وهو طيّب النَّفْس، مُسْمرُ الوجه -أو مُشْرِقُ
الوجه، فقلنا: يا نبيّ الله، إنّا نراك طيِّبَ النفْس، مُسفِرَ الوجه -أو مشرق الوجه. فقال:
"وما يَمْنَعُني وأتاني ربّي الليلة في أحسن صورة، فقال: يا محمّد، قلت: لبّيك ربّي
وسعدَيك. قال: فيمَ يختصمُ الملأُ الأعلى؟ قلتُ: لا أدري أيْ رَبِّ، قال ذلك مرّتين أو
ثلاثًا. قال: فوضع كفّه بيين كَتِفَيّ فوجدت بَردها بين ثَديَيٌ، حتى تجلّى لي ما في
السموات وما في الأرض، ثم تلا هذه الآية: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: ٧٥] ثم قال: يا محمّد، فيمَ يختصمُ الملأُ
الأعلى؟ قلت: في الكفّارات. قال: وما الكفّارات؟ قلت: المشي على الأقدام إلى
الجمعات، والجلوس في المجلس خلاف الصلوات، وإبلاغ الوضوء في المكاره. قال: من
فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم وَلَدَتْه أمُّه. ومن الدرجات طِيبُ
الكلامِ، وبذلُ السلام، وإطعامُ الطعام، والصلاةُ بالليل والناسُ نيام. قال: يا محمّد، إذا
صلَّيْتَ فقل: اللهمّ إني أسألُك الطَّيباتِ، وتَرْكَ المُنْكَرات، وحُبَّ المساكين، وأن تتوبَ
عليّ، وإذا أرَدْتَ فتنةً في النامى فَتَوَفَّني غيرَ مفتون" (١).
****
---------------
(١) المسند ٤/ ٦٦. وأخرجه ابن أبي عاصم ٥/ ٥٠ (٢٥٨٥) من طريق عبد الرحمن بن يزيد عن جابر عن خالد
عن عبد الرحمن بن عائش عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، في ترجمة عبدالرحمن بن عائش. ونقل تصحيح الألباني له.
وأخرجه كذلك الحاكم ١/ ٥٢٠ وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. ووثق الهيثمي رجاله- المجمع ٤/ ١٧٩.
وقد أخرج الترمذي من طريق عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل ... قال:
حديث حسن صحيح، سألت محمد بن اسماعيل [البخاري]. عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث
حسن صحيح. وقال: هذا أصحّ من حديث الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال:
حدّثنا خالد بن اللجلاج حدّثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. ثم
قال: وعبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. وينظر السنة لابن أبي عاصم ١/ ٢٧٥ (٣٩٧)
وتخريج المحققّ.

الصفحة 474