كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 7)

(٦٩٦٦) الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالله بن نُمير قال:
حدّثنا الأعمش عن عبد الله بن يسار الجُهني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدّثنا
أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مَسير، فنام رجلٌ منهم، فانطلق بعضهم إلى
نَبل له فأخذها، فلمّا استيقظ الرجلُ فَزعٍ، فَضَحِك المَومُ، فقال: "ما يُضْحِككم؟ " قالوا: لا،
إلا أنّا أخذْنا نَبْلَ هذا فَفَزعَ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَحِلُّ لمسلم أن يُرَوِّع مُسلمًا" (١).
(٦٩٦٧) الحديث الثالث عشر حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا المسعوديّ
عن زيد العَمّي عن أبي نضرة. قال يزيد: وأخبرنا سفيان عن زيد بن أبي العالية قال ة
اجتمع ثلاثون من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أمّا ما يَجْهَرُ فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقراءة فقد
عَلِمناه، وما لا يجهرُ فيه فلا نقيسُ بما يَجْهَرُ به. قال: فاجتمعوا، فما اختلف منهم اثنان: أن
رسولَ -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الظهر قَدْرَ ثلاثين آية، في الركعتين الأُولَيَين في كلّ ركعة،
وفي الركعتين الأُخرَيَين قدر النصف من ذلك، ويقرأ في العصر في الأُولَيَين بقدر النصف من
قراءته في الركعتين الأُولَيَين من الظهر، وفي الأُخْرَيَين بقدر النّصف من ذلك (٢).
(٦٩٦٨) الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال:
حدّثنا شعبة عن زيد أبي الحَواري عن أبي الصّدّيق عن أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-
عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يدخلُ فقراء المؤمنين الجنةَ قبلَ أغنيائهم بأربعمائة عام"،
قال: فقلت: إن الحسن يذكر: أربعين عامًا. فقال: عن أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "أربعمائة
عام، حتى يقول المؤمن الغنيُّ. يا ليتني كنت عَيّلًا" (٣). قال: قلتُ (٤): يا رسول الله،
سَمِّهْم لنا بأسمائهم. قال: "هم الذين إذا كان مكروهٌ بُعِثوا له، وإن كان مَغنمَ بُعِثَ إليه
---------------
(١) المسند ٥/ ٣٦٢، وأبو داود ٤/ ٣٠١ (٥٠٠٤)، ورجاله ثقات، وصحّحه الألباني. وينظر المجمع ٦/ ٢٥٦، ٢٥٧.
(٢) المسند ٥/ ٣٦٥. وروى الحديث ابن ماجه ١/ ٢٧١ (٨٢٨)، ولمطحاوي في شرح المشكل ١٢/ ٤٥ (٤٦٢٨) من
طريق أبي داود الطيالسي عن المسعودي عن زيد العمّي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري .. قال البوصيري:
إسناده ضعيف، زيد العمي ضعيف، والمسعودي اختلط بآخر عمره. وأبو داود صمع منه بعد الاختلاط. ويزيد
أيضًا سمع من المسعودي بعد الاختلاط. والإسناد الثاني فيه زيد العمّي. وضعّفه الألباني.
(٣) العَيّل: الفقير المحتاج.
(٤) في المسند "قلنا" وهي أوجه.

الصفحة 491