كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 8)

أفْحَمْتُها. فتبسّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "إنَّها ابنه أبي بكر".
أخرجاه (١).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد (٢) قال: حدّثنا عبد الله بن محمد قال: حدّثنا محمد بن بشر عن زكريا
عن خالد بن سلمة عن البهيّ عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة:
ما عَلِمْتُ حتى دَخَلَتْ عليَّ زينبُ بغير إذن وهي غَضْبى، ثم قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
أحسَبُك إذا قلَّبَتْ لك بُنَيّةُ أبي بكر ذرَيِّعَتَيها (٣). ثم أقبلت عليَ فأعرضْتُ عنها، حتى قال
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "دونَك فانتصري" فأقبلْتُ عليها حتى رأيتها قد يَبسَ ريقُها في فمها، ما تَرُدُّ
عليَّ شيئًا، فرأيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلّلُ وجهُه (٤).
(٧١٤٨) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: حدّثنا
يونس قال: حدّثنا أبو شدّاد عن مجاهد قال: قالت عائشة:
خرج رسول - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا كنا بالحَرِّ (٥) انصرفْنا وأنا على جمل، فكان آخرَ العهد منهم
وأنا أسمع صوتَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو بين ظهرَي ذلك السَّمُر وهو يقول: "واعروساه" قالت: فوالله
إني لعلى ذلك إذ نادى منادٍ: أن أَلقي الخِطام، فألْقَيْتُه، فأعلَقَه الله عزّ وجلّ بيده (٦).
---------------
(١) المسند ٦/ ٨٨. ومن طريق الزهري أخرجه مسلم ٤/ ١٨٩١ (٢٤٤٢) ومن قبله رجال الشيخين. ولم يخرج
البخاريّ منه إلا طرفًا، تعليقًا، ينظر البخاري ٥/ ٢٠٦، والجمع ٤/ ١٤١. ومن طريق أبي اليمان أخرجه
البخاري في الأدب المفرد ١/ ٢٨٧ (٥٥٩).
(٢) في المخطوطة: "حدّثنا أحمد" ثم شطب وكتب بجانبها "عبد الله" والحديث في المسند عن أحمد، وقال
ابنه عبد الله: وسَمِعْتَهُ أنا منه. أي من عبد الله بن محمد.
(٣) الذُريِّعتان تثيبه ذُرَيّعة، وهي تصغير ذِراع.
(٤) المسند ٦/ ٩٣، وابن ماجة ١/ ٦٣٧ (١٩٨١). قال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وزكريا بن
زائدة كان يدلّس. وهو لم يصرّح بالتحديث. وصحّح الألباني إسناده على شرط مسلم- الصحيحة ٤/ ٤٧٦
(١٨٦٢). ويشهد له ما سبقه.
(٥) اختلف في هذه اللفظة: فقد جاءت في المطبوع في المسند، والجامع، والأطراف: "بالحرِّ"، وفي المجمع
"بالحدّ"، وتقرأ في المخطوطة "بالجزء".
(٦) المسند ٦/ ٢٤٨ قال ابن كثير- الجامع ٩/ ٣٧ (٢٧٩٠): تفردّ به. وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٣١: فيه
أبو شدّاد، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وأبو شدّاد من رجال التعجيل ٤٩٣، ومجاهد لم يصرّح
في هذا الحديث بسماعه من عائشة.

الصفحة 110