كان البخاريُّ يُضَعِّفُ هذا الحديث، ويقول: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروةَ.
والحجّاج لم يسمع من يحيى.
(٧١٩٨) الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
واللَه ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين بعد العصر عندي قطُّ.
أخرجاه (١).
* طريق آخر فيه زيادة:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن يزيد بن خُمير قال:
سمعت عبد الله بن أبي موسى- قال أحمد بن حنبل: إنما هو عبد الله بن أبي قيس (٢)،
ولكن أخطأ شعبة- قال:
أتيتُ (٣) عائشة فسألْتُها عن الوِصال. قالت: واصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه، فشقّ
عليهم، فلمّا رأَوا الهلال أخبروا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "لو زاد لَزِدْتُ" فقيل له: إنّك تفعل
ذلك. فقال: "إني لَسْتُ مثلكم، إني أبيت يُطْعِمُني ربّي ويسقيني".
وسألْتُها عن الركعتين بعد العصر، فقالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلًا على الصدقة،
فجاءَته عند الظهر، فصلّى الظهر وشُغِل في قِسمته حتى صلّى العصر، ثم صلّاها.
وقالت: عليكم بقيام الليل، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يَدَعُه، فإن مَرض قرأ وهو
قاعد، وقد عَرَفْتُ أن بعضكم يقول: بحَسبي أن أقيم ما كتب لي، وأنّى له ذلك؟ !
وسألْتُها عن اليوم الذي يُخْتَلَفُ فيه من رمضان. فقالت: لأن أصومَ يومًا من شعبانَ
أحبُّ إليَّ من أن أُفْطِرَ يومًا من رمضان.
---------------
(١) المسند ٦/ ٩٦، ومن طريق هشام أخرجه الشيخان: البخاري ٢/ ٦٤ (٥٩١)، مسلم ١/ ٥٧٢ (٨٣٥). وسائر
رجاله رجال الصحيح.
(٢) يقال فيه: ابن أبي قيس، وابن قيس، وابن أبي موسى، والأوّل أصحّ، وهو ثقة، روى له البخاري في الأدب
المفرد والباقون. التهذيب ٤/ ٢٤٦، والتقريب ١/ ٣٠٨.
(٣) حذف المؤلّف جزءًا من أوّل الحديث.